السبت، 26 ديسمبر 2009

القوة والفعل

جابربن حيان (720-815م)، من أعظم الكيميائيين العرب، عاش بالكوفة وبغداد في زمن الرشيد، اشتهر بمزج المستحضرات الكيميائية، وأسس مختبره في الكوفة وجهزه بالمعدات والأدوات الكيميائية لتحضير المركبات. عرف ابن حيان كثيرا في العمليات الكيميائية، كالتبخر والتقطير والتشريح والتبلور، وحضر كثيرا من المواد الكيميائية، وعرف خواصها مثل الفلزات وأكاسيدها وحامض النيتريك وحامض الكبريتيك ونترات الفضة. قال جابر بن حيان: إن المعادن الرئيسية سبعة، هي الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والزئبق والقصدير، وهي التي تتوقف عليها قوانين علم الكمياء، غير أن هذه المعادن السبعة نفسها قد تكونت في جوف الأرض من معدنين أساسيين هما الكبريت والزئبق، فهذان المعدنان إذ يمتزجان بنسب مختلفة، تتكون منهما بقية المعادن المختلفة. في كتابه إخراج ما في القوة إلى الفعل نجد فلسفة الكيمياء كلها عند ابن حيان، وأساسها أن الكيميائي يحذو حذو الطبيعة في تكوينها للأشياء، وكل الفرق هو أن الطبيعة تعمل من تلقاء نفسها، أما الكيميائي فيقوم بعمله بتجربة مدبرة، لكن كل ما تؤديه الطبيعة من عمليات تحول الأشياء بعضها البعض، هو في مستطاع الكيميائي أن يؤديه، ويجب أن يهتدي الكيميائي إلى الوسيلة التي يخرج بها شيئا من شيء آخر. هذه الوسيلة هي الإكسير ويقصد به الدواء الذي يضاف إلى معدن ما، ليتحول إلى معدن ثمين كالذهب، هناك نوعان من الإكسير، إكسير الإحمرار، وبواسطة يمكن تحويل المعدن إلى الذهب. وإكسير البياض وبه يمكن تحويل المعدن إلى فضة. ترجمت كتب ابن حيان التي زاد عددها على المائة، إلى اللاتينية ومعظم اللغات الأوروبية، وظلت المرجع الأوفى للكيمياء زهاء ألف عام، وكانت مؤلفاته خاصة إخراج ما في القوة إلى الفعل موضع دراسة مشاهير علماء الغرب.