الجمعة، 13 يناير 2012

قصة نجاح : ملك جبنة الموزاريلا‏

قصة نجاح \

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية , بدأ الأب الإيطالي جيسبي سابوتو (Giuseppe Saputo) يبحث عن مكان أفضل للعيش له و لعائلة المكونة من ثمانية أطفال بجانب زوجته ماريا . كان جيسبي يسكن في قرية صغيرة تدعى Montelepre بالقرب من مدينة باليرمو الإيطالية . و كان ماهراً في صناعة الجبن . بدأت أنظار هذا الأب تتجه إلى أمريكا العيش في أمريكا الشمالية . و بعد مقارنة بسيطة اتخذ القرار بالهجرة إلى كندا زعماً منه بأنها أفضل حالاً من أمريكاً و أكثر فرصاً للعمل و أنسب له و لعائلته .

و في عام 1950 , ركب جيسبي و ابنه الأكبر فرانك السفينة مع بعض المهاجرين الإيطاليين , قاطعاً المحيط الأطلنطي , و متوجهاً إلى مدينة مونتريال في المقاطعة الفرنسية كيبيك من كندا , و التي تسكنها بعض الجالية الإيطالية . اشتغل جيسبي و ابنه كعاملين و انشغلا في جمع المال القليل تحضيراً لقدوم بقية العائلة في عام 1952 . و ما أن وصلت هذه العائلة الكبيرة , إلا و اضطروا جميعاً للعمل بأي مهنة ليجمعوا منها ما يضعوه على طاولة الطعام في نهاية يومهم .

مرت سنتين منذ وصول العائلة المهاجرة , و ظروف الحياة و العمل في مونتريال لم تكن بأسهل من حياتهم في أريافهم الإيطالية . كما أن جيسبي كان قد تقدم به العمر و ساءت عليه الظروف . فبدلاً من كونه أستاذاً في صناعة الجين , أصبح عاملاً يواجه قرس الشتاء الطويل و الظروف المناخية الصعبة في كندا .

هنا خرج الابن الايجابي لينو (Lino) -الابن الرابع- و قام بجمع بعض المال من عمله ليحفظ به ماء وجه أبيه , و كان عمره 19 عاماً فقط. و في سبتمبر من عام 1954 , قام لينو باستئجار محل صغير في وسط مدينة مونتريال بمساحة (3×3.6 متر) دون أن يخبر والده . ثم قام بشراء بعض الأدوات المستخدمة في صناعة الجبن و دراجة من ماله الذي ادخره و الذي كان يبلغ 500 دولار فقط .

قصة نجاح \

أبلغ الابن أباه عن المحل الذي استأجره و الإدوات التي اشتراها , فغضب الأب عليه غضباً كبيراً على تصرفه الأهوج . ثم بعد نقاش و اقناع , وافق الأب على خوض التجربة . بدأ الأب و زوجته بصناعة جبن الموزاريلا يدوياً و كان ينتج يومياً 10 كيلوجرامات . و كان الابن لينو يقوم بتوزيعها على سكان الحي الإيطالي الذي يسكنونه بدراجته . كان الجبن لذيذاً و ذو جودة عالية جداً , و أحبه جميع سكان الحي و أصبح الطلب عليه كبيراً , فهو بجانب جودته يذكرهم بمدنهم الإيطالية التي قدموا منها .

و بعد 3 أشهر فقط , استطاع لينو و والده أن يجمعوا مبلغاً لشراء شاحنة صغيرة للتوزيع و توصيل الطلبات . ثم ازداد الطلب و توسع الانتاج تدريجياً حتى اضطروا للانتقال إلى مكان أكبر و شراء بعض الماكينات لتصنيع كميات أكبر من الجبن , بعد 3 سنوات فقط من بداية تجارتهم . و كان جيسبي يدفع كل شيء نقداً , لأنه كان يخشى من الاستديان أو الشراكة مع أحد , خوفاً من فقد السيطرة . و كان اسم المحل Saputo على مسمى عائلتهم .

قصة نجاح \

في نهاية الخمسينات الميلادية , انتشرت البيتزا عالمياً ولم تعد مقصورة على الإيطاليين . بل أصبحت أكلة محببة للكثير من شعوب العالم و انتشرت بشكل كبير في أوروبا و أمريكا الشمالية . مما زاد الطلب على جبن الموزاريلا لكونه أحد المكونات الرئيسية في البيتزا . هذا التغيّر ساعد جيسبي و لينو على التوسع و الانتشار أكثر , و لم يقتصر طلب جبنة الموزاريلا مقصوراً على الحي الإيطالي في مونتريال فقط . فبدأ لينو و والده بزيادة الانتاج تدريجياً خلال الستينيات الميلادية , و توزيع جبن الموزاريلا في المدن الأخرى من مقاطعة كيبيك و كذلك في ولاية أونتاريو .

حان لأستاذ الجبن أن يترجل , بعد 15 عاماً قضاها في صناعة جبن الموزاريلا اللذيذ , و ترك لابنه لينو وصيتان: أن يحافظ على جودة منتجه , و أن لا يتوسع إلا من ماله الذي جمعه من مبيعاته و ليس بالاستديان أو الشراكة مع أحد حتى لا يخسر قوة التحكم في شركته . و انتقلت إدارة الشركة بكل سلاسة للينو , لأنه صاحب الفكرة و منفذها مع والده .

لينو ابن الثالثة و الأربعين كان داهية من الدواهي في عالم التجارة و صاحب رؤية ثاقبة اكتسبها من ممارسة الحياة العملية . وضع لينو خطة التوسع في مرحلة السبيعنات بشراء مصانع الجبن في منطقته و الانتقال من شركة تصنيع جبن إلى شركة تصنيع الألبان و مشتقاتها . ثم ساعده أخيه الأصغر جون لينشأ شركة توزيع محلية لتقوم يتوزيع منتجات شركة Saputo . و في خلال سنوات قليلة , تزيد Saputo إنتاجها من جبن المزاريلا لتصبح المسؤولة عن 1/3 الإنتاج المحلي على مستوى الدولة , محافظة بجانب ذلك على جودة إنتاجها . يقول لينو: "في كل يوم , أقوم بالنزول إلى المصنع و أتذوق الجبن . فإن لم يعجبني طعمه , طلبت من الموظفين أن يصنعوا غيره" .

قصة نجاح \

و في الثمانينات , قام لينو بالتوسع بشركته جغرافياُ بادئاً من مقاطعات كندا المجاورة , ثم دخولاً على أمريكا . ثم قام بحركة أدهى في التوسع , فبدلأ من أن يقوم بشراء الحليب من الشركات الموردة , قام بشراء تلك شركات ثم مزارع الألبان التي تبيع عليها . ليضمن بذلك سلسلة متكاملة مؤمّنة بدءأً من البقرة و نهاية بكيس جبنة الموزاريلا المغلف موضوعاً على رفوف السوبرماركت . كما أن انتشاره الجغرافي بين مقاطعات كندا و أمريكا يضمن له تقليل نسبة أثر المخاطر عليه , ممتثلاً بالمثل المشهور: "لا تضع كل بيضك في سلة واحدة" .

في بداية التسعينات الميلادية , قام لينو بإدخل شركة Saputo في سوق الإكتتابات و الأسهم , محافظاً على حصة العائلة من الشركة بنسبة 80% . و استمر على سياسته التوسعية بشراء مزارع و مصانع الحليب و مشتقاتها , و كان يصنّع ما نسبته 76% من مجموع إنتاجه في مصانع كندا و 15% في مصانعه بأمريكا و 9% من مصانعه الأخرى حول العالم . و أصبح 40% من جبن الموزاريلا الموجود في الأسواق الكندية من إنتاج شركة Saputo حتى لُقّب لينو بـ "ملك الموزاريلا" .

قصة نجاح \ قصة نجاح \

في عام 1999 , قام لينو بتنويع تجارة شركته و قام بشراء شركة مخبوزات مشهورة , تبيع الكيك و الشربة و الفطائر الجاهزة و الكعك , مستغلاً بذلك قوة شركة التوزيع التي أنشأها مع أخيه جون فيما سبق و استغلالها الاستغلال الأمثل . و حتى تبقى رديفاً احتياطياً بجانب شركات الألبان و الأجبان .

و في عام 2001 , أصبحت Saputo الشركة الأولى للألبان و الأجبان في كندا , و خامس أكبر شركة للألبان و مشتقاتها في أمريكا الشمالية . و في عام 2003 , قام لينو بالتوسع خارج أمريكا الشمالية بالإستحواذ على ثالث أكبر شركة ألبان و مشتقاتها في الأرجنتين .

و في عام 2004 , حان لملك الموزاريلا أن يترجل هو الآخر عندما بلغ نهاية الستين من عمره , و بعد أن قضى 35 سنة رئيساً لهذه الشركة المغامرة الكبيرة . لقد كان عصره عصراً ذهبياً لشركة Saputo . فقد بلغت مبيعات الشركة لهذا العام فقط 3.57 مليار دولار , في صعود متواصل عن الأعوام السابقة الأخرى . و كان نصيب عائلة Saputo ما نسبته 58% من ملكية الشركة . و بلغت ثروة لينو الشخصية أكثر من 2.5 مليار دولار بعد أن بدأها بـ 500 دولار قبل 50 عاماً .

الأحد، 1 يناير 2012

كتب منحوتة ل Guy Laramee‏











ستيف جوبز: قصة رجلٍ ألهم العالم واستقال وهو في قمة نجاحه!

يعتبره البعض مُخترعاً ويعتبره آخرون أحد أنجح رجال الأعمال في العالم، بينما يعرفه أغلبنا على أنه الرئيس التنفيذي لشركة Apple:

إنه ستيف جوبز الذي يموج الإنترنت الآن بخبر استقالته من شركة آبل بعد أن منعه مرضه من أداء عمله، ليسلم راية قيادة آبل لساعده الأيمن تيم كوك.
كان جوبز في إجازة مرضية منذ يناير الماضي بعد إصابته بورم في البنكرياس، لكنه اضطر للاستقالة بعد تدهور حالته الصحية بشكل يؤثر على أدائه لعمله بنفس الوتيرة.
لكن ما قصة هذا الرجل؟ وما سبب هذه الشعبية الجارفة التي يحظى بها؟
دعونا نتعرف على مشاهد من حياة ستيف جوبز لنشاهد قصة نجاح مُلهمة لرجل شارك في تغيير العالم من حوله:

لنبدأ بمعلومة قد تكون مفاجئة للكثيرين وهي أن جوبز الذي يعد أحد أنجح رجال الأعمال في العالم لم يدخل الجامعة!!
دخل جوبز لفصل دراسي واحد لكنه رسب فيه فترك الجامعة قائلاً: “بعد ستة شهور لم أجد لها قيمة. لم يكن لدي تصور عن الهدف الذي أريد تحقيقه في حياتي، ولا عن فائدة الجامعة في تحقيق هذا الهدف، كما أنني أنفق كل ما ادخره والداي طوال حياتهما، ولذلك قررت التوقف. لقد كان الأمر مخيفاً وقتها، لكنني أرى الآن أنه أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي”!
التقى ستيف جوبز بمهندس الكومبيوتر والمبرمج ستيف وزنياك سنة 1970 ليصبحوا أصدقاء وليؤسسوا معاً شركة Apple في العام 1976:

بدأت الشركة في تجميع وبيع أجهزة الكومبيوتر، لتقدم للعالم بعد إنشائها بعام جهاز Apple 2، الذي يعد أول جهاز كومبيوتر شخصي ناجح يتم إنتاجه على مستوى تجاري:



بدأت الشركة تكبر لتحقق القفزة الكبرى سنة 1984 حين قدم جوبز نظام ماكنتوش الذي كان أول نظام تشغيل ناجح بواجهة رسومية وفأرة:

كانت فكرة الفأرة مع حجم الجهاز الصغير وواجهته الرسومية أمراً مدهشاً أيامها، فحقق هذا الجهاز نجاحاً وانتشاراً غير مسبوق في مواجهة إنتل وميكروسوفت، لكن لم يكد يمضي عام على هذا الإنجاز حتى نشبت خلافات وصراعات داخلية عنيفة انتهت بطرد جوبز من شركته!

كان ذلك أصعب شيء حدث لجوبز لكنه كما قال كان هذا أفضل شيء حدث له!
دفع ذلك جوبز لإنشاء شركة جديدة هي NeXT التي اهتم فيها بمنصات العمل ذات الإمكانيات المتطورة بدلاً من أجهزة الكومبيوتر الشخصية، ووضع من خلالها نظام برمجيات Object Oriented الذي كان الأساس لنظام تشغيل ماك الحديث!

ازداد اهتمام جوبز في هذه الفترة بأناقة التصميم التي كانت ثوريةً مقارنة بما كان موجوداً في هذه الأيام.
انتقل جوبز بعدها لمرحلة جديدة في العام 1986 حين قام بشراء قسم رسوميات الكومبيوتر في شركة Lucasfilm ليحولها إلى شركة بكسار الشهيرة:

والتي أصبحت بعد ذلك أحد أكبر شركات إنتاج أفلام الكارتون ثلاثية الأبعاد، والتي قدمت لنا أكثر الأفلام نجاحاً في تاريخ هذه الصناعة:

كانت هذه النجاحات بدايةً لنجاح جوبز الأكبر بعودته للشركة التي طرد منها، حيث عاد جوبز في العام 1996 لشركة Apple التي شارك في تأسيسها بعد أن اشترت Apple شركة NeXT، ليبدأ تألق الشركة من جديد من خلال تقديم جهاز iMac:

كان هذا الجهاز هو الأول الذي يتم بناؤه وتصميمه للاستفادة القصوى من الإنترنت.
استمر نجاح جوبز الذي اشتهر بمؤتمراته التي يستعرض فيها منتجات آبل الجديدة بمهارة أصبحت نموذجاً في مجال العرض والتسويق، ليأتي نجاح آبل التالي في مُنتج بعيد عن مجال الكومبيوتر:

حيث قدم جوبز في 2001 جهاز iPod الذي أثار ضجة كبيرة حينها بحجمه الصغير وتصميمه الأنيق، فضلاً عن أنه ميّز شركة آبل من الدخول في مقارنة ومنافسة مع شركات الكومبيوتر الأخرى، وتقوم آبل بتثبيت أقدامها في عالم
بدأت الإثارة الحقيقية بعدها في عام 2007 حين أعادت آبل اختراع الهاتف الجوال باختراعها جهاز iPhone:

جهاز بسيط أنيق ومتطور..
كانت هذه هي المعادلة السحرية التي يطبقها جوبز في كل منتجاته والتي ظهرت جليةً في جهاز iPhone.
ثم ظهر بعدها جهاز iPad في 2010:

ليفتح عالماً جديداً هو عالم أجهزة الكومبيوتر اللوحية التي عانت فيه شركات كثيرة لسنوات دون الوصول لأي نتيجة مقنعة!
حققت جوبز نجاحات كثيرة تخللتها عثرات كثيرة كذلك، لكنه إجمالاً وبعد كل هذه المسيرة أحد نماذج النجاح التي استطاعت تغيير العالم بأسره!
وختاماً أترككم مع بعض الكلمات المُحفزة نقلاً عن ستيف جوبز:

- “لا يهمني أن أكون أغنى رجل قدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وأنا أشعر أنني قمت بشيء رائع!”

- “الإبداع هو ما يفرق بين القائد والتابع”

“من الطبيعي أن تخطئ حين تحاول الابتكار. يجب عليك حينها أن تعترف بخطئك بسرعة وتسعى لتصحيحه فيما تقدمه من ابتكارات أخرى”

“لقد كنت أملك أكثر من 1,000,000 دولار عندما كان عمري 23 عاماً،

و10,000,000 عندما كان عمري 24 عاماً، و100,000,000 عندما كان عمري 25 عاماً.

لكن لم يكن لذلك أي أهمية لأنني لم أكن أفعلها من أجل المال”

الـمُـغـفّـلــة - من روائع أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

منذ أيام دعوتُ الى غرفة مكتبي مربّية أولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي أدفع لها حسابها

قلت لها: إجلسي يا يوليا...هيّا نتحاسب...

أنتِ في الغالب بحاجة إلى النقود

ولكنك خجولة إلى درجة انك لن تطلبينها بنفسك...

حسناً..لقد اتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلاً) في الشهر

قالت: أربعين

قلت: كلا..ثلاثين..هذا مسجل عندي...كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلاً)...

حسناً

لقد عملت لدينا شهرين

قالت: شهرين وخمسة أيام

قلت: شهرين بالضبط..

هكذا مسجل عندي..

إذن تستحقين (ستين روبلاً)..

نخصم منها تسعة أيام آحاد..

فأنت لم تعلّمي (كوليا) في أيام الآحاد بل كنت تتنزهين معهم فقط..

ثم ثلاثة أيام أعياد

تضرج وجه (يوليا فاسيليفنا)

وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن..

لم تنبس بكلمة

*********

واصلتُ...

نخصم ثلاثة أعياد

إذن المجموع (إثنا عشر روبلاً)..

وكان (كوليا) مريضاً أربعة أيام ولم تكن تدرس..

كنت تدرّسين لـ (فاريا) فقط..

وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء..

إذن إثنا عشر زائد سبعة.. تسعة عشر.. نخصم، الباقي ..هم.. (واحد وأربعون روبلاً).. مضبوط؟

إحمرّت عين (يوليا فاسيليفنا) اليسرى وامتلأت بالدمع، وارتعش ذقنها..

وسعلت بعصبية وتمخطت، ولكن...

لم تنبس بكلمة

*********

قلت: قبيل رأس السنة كسرتِ فنجاناً وطبقاً..

نخصم (روبلين)..

الفنجان أغلى من ذلك

فهو موروث، ولكن فليسامحك الله!!علينا العوض..

وبسبب تقصيرك تسلق (كوليا) الشجرة ومزق سترته..

نخصم عشرة..

وبسبب تقصيرك أيضا سرقتْ الخادمة من (فاريا) حذاء..

ومن واجبكِ أن ترعي كل شيء فأنتِ تتقاضين مرتباً..

وهكذا نخصم أيضا خمسة..

وفي 10 يناير أخذتِ مني (عشرة روبلات)

همست (يوليا فاسيليفنا): لم آخذ

قلت: ولكن ذلك مسجل عندي

قالت: حسناً، ليكن

واصلتُ: من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين..الباقي أربعة عشر

امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع..وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل..يا للفتاة المسكينة

قالت بصوت متهدج: أخذتُ مرةً واحدةً.. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات).. لم آخذ غيرها

قلت: حقا؟.. انظري

وانا لم أسجل ذلك!!

نخصم من الأربعة عشر ثلاثة

الباقي أحد عشر..

ها هي نقودك يا عزيزتي!!

ثلاثة.. ثلاثة.. ثلاثة.. واحد، واحد.. تفضلي

ومددت لها (أحد عشر روبلاً)..

فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة..وهمست: شكراً

*********

انتفضتُ واقفاً واخذتُ أروح وأجئ في الغرفة واستولى عليّ الغضب

سألتها: شكراً على ماذا؟

قالت: على النقود

قلت: يا للشيطان

ولكني نهبتك..

سلبتك!..

لقد سرقت منك!..

فعلام تقولين شكراً؟

قالت: في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً

قلت: لم يعطوكِ؟!

أليس هذا غريبا!؟

لقد مزحتُ معك..

لقنتك درساً قاسياً..

سأعطيك نقودك.. (الثمانين روبلاً) كلها

ها هي في المظروف جهزتها لكِ!!

ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة؟

لماذا لا تحتجّين؟

لماذا تسكتين؟

هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب؟

هل يمكن ان تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة؟

ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها: "يمكن"

سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها، بدهشتها البالغة، (الثمانين روبلاً) كلها..

فشكرتني بخجل وخرجت

تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ: ماأبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا