الأحد، 28 فبراير 2010
السبت، 27 فبراير 2010
الجمعة، 26 فبراير 2010
الأربعاء، 24 فبراير 2010
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
ولد أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي (1100-1166م)، في سبته الواقعة على بحر الأبيض المتوسط قبالة جبل طارق، وتعلم في قرطبة بالأندلس، وساح في فرنسا وإنجلترا، وآسيا الصغرى وحوض البحر المتوسط، ويعد الإدريسي أشهر جغرافيي العرب والإسلام. استقر في بلاط الملك روجر الثاني في صقلية، وهناك صنع كرة فلكية من الفضة عليها خريطة العالم، لأنه أراد أن يخلد هذه الخريطة لتكون بمناجاة من عوامل التلف. قضى شطرا من حياته في إعداد هذه الخريطة، التي تعتبر الأولى من نوعها، لأنها مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد، والتي لا تختلف اختلافا كبيرا عما هو معروف في عصرنا الحديث. تمثل خريطة الإدريسي القسم المعمور من الكرة الأرضية، وهو النصف الشمالي، ويشمل العالم القديم، أي مجموع القارات الثلاث، وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا. يعد كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق أشهر كتبه، إذ ضمنه سبعين خريطة تفصيلية موضحا بها الأقاليم لسبعة، التي هي أساس التقسيم الجغرافي للعالم في العصور الوسطى، ببلادها وأقطارها وخلجانها وبحارها وأنهارها، وقسمها بسب درجات العرض. قال علماء الغرب عن كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق أنه أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإن ما يحتويه من تحديد المسافات والوصف الدقيق، يجعله أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى.
مختصر في علم النجوم
الحسن ثابت بن قرة (836-901م) فلكي وطبيب وعالم رياضيات، وأحد أكبر المترجمين من اليونانية إلى العربية. ولد في حران بين نهري دجلة والفرات، وتوفي في بغداد. وقد تعددت نواحي عبقرية ثابت بن قرة في الطب والرياضيات والفلسفة والفلك والمنطق. واهتم اهتماما كبيرا بعلم الفلك، حتى أنه عمل بالمرصد الفلكي الذي أقامه الخليفة المأمون في بغداد. صنف ثابت العديد من المؤلفات، منها مقالة في حساب خسوف القمر والشمس ورسالة في حركة الكواكب وكتاب المختصر في الهندسة. ولعل أحد أشهر كتبه مختصر في علم النجوم، وفيه استخرج حركة الشمس وحسب طول السنة الشمسية، كما شرح كسوف الشمس وخسوف القمر والظواهر الفلكية الأخرى، وأشار إلى تركيب الأفلاك وحركتها. قام في هذا الكتاب بعمل جداول فلكية جديدة، صحح فيها حركات القمر والكواكب، وحقق مواقع عدد كبير من النجوم، كما وصف الآلات الفلكية التي استخدمها كالاسطرلاب وطرق صناعتها. كان كتاب مختصر في علم النجوم أحد المراجع العلمية الهامة لدى العلماء في أوروبا حتى أواخر القرن السابع عشر، وكان المعين الذي استقى منه هؤلاء معظم مؤلفاتهم.
الثلاثاء، 23 فبراير 2010
الاثنين، 22 فبراير 2010
الأحد، 21 فبراير 2010
عجائب الآثار في التراجم والأخبار
عبد الرحمان بن حسن الجبرتي (1754-1822م)، مؤرخ مصري تنتسب عائلته إلى إقليم جبرت بالحبشة، ولد بالقاهرة وتعلم بالأزهر، كان والده من علمائه، شهد مقدمة الحملة الفرنسية على مصر 1798م وجعله نابليون من كتبه الديوان. من أشهر كتب الجبرتي عجائب الآثار في التراجم والأخبار ومظهر التقديس في زوال دولة الفرنسيس الذي يؤرخ للحملة الفرنسية. كان الجبرتي قد بدأ يجمع مسودات كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار قبل أن يكتبه بالفعل بسنوات طويلة، وهو يؤرخ فيه لمصر في القرن الثامن عشر الميلادي، والربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. اتبع الجبرتي في تأليف هذا الكتاب منهجا علميا دقيقا، فهو يحرص على استشارة المراجع الموثوق بها عند الكتابة عن السنوات التي لم يعشها ولم ير أحداثها، كما ينقل عن المعاصرين ويستعين بالوثائق والآثار والنقوش عند الكتابة. كان يسجل الحوادث في بطاقات استعان بها فيما بعد، عند تنسيق تاريخه وكتاباته في الصورة النهائية، ولا يعني كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار بالأحداث السياسية والتراجم وحسب، بل أنه سجل حافل بألوان الحياة التي كان يعيشها المجتمع المصري في هذين القرنين، فهو لا يقتصر تراجمه على كبار الأعيان والشخصيات البارزة، بل يترجم لكثير من أرباب الحرف والمتصوفة، وفي الأزمات الاقتصادية يذكر الجبرتي أسعار الغلال والحلم واللبن وغيرها، كما يشير إلى الأوبئة ويؤرخ لتعمير المساجد والقصور وإنشاء القناطر والترع. الكتاب على هذا الوضع له أهمية اجتماعية كبيرة، لأنه صورة مفصلة عن الحياة المصريين، خاصة وأن الجبرتي كان أمينا إلى أبعد حد في نقل الأخبار وتسجيل الصور عن السنوات الأخيرة من العصر المملوكي، والحملة الفرنسية، والسنوات الأولى من عصر محمد علي. كان كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار مليئا بالوثائق الرسمية، وترجم وأصبح مرجعا لعلماء الغرب بدءا من القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر.
زيج الصابئ
محمد بن جابر بن سنان البتاني (850-929م) ولد في مدينة بتان التي كانت تقع على أحد روافد نهر الفرات بالعراق، وتوفي في سامراء. قال عنه علماء الغرب أنه من العشرين فلكيا المشهورين في العالم، كما أنه من العباقرة الذين وضعوا نظريات هامة وأضافوا بحوثا مبتكرة في الفلك والجبر والمثلثات. كان البتاني أول من وضع علم المثلثات لخدمة الفلك، واستخدم الجيوب والأوتار في قياس المثلثات والزوايا. كما أنه أول من أوجد فلكية لها مستوى كبير من الأهمية والإتقان والدقة، يستعمل فيها حساب المثلثات بشكل واضح. ضمن البتاني كتابه زيج الصابئ رصدا للكواكب والأجرام الفضائية، وعلى الرغم من عدم وجود آلات دقيقة كالتي تستعمل في الوقت الحاضر، فقد تمكن البتاني من إجراء أرصاد دقيقة لا تزال محل دهشة العلماء ومحط إعجابهم. ولعل أهم ما أورده في كتابه زيج الصابئ قياس موضع الأرض في أقصى بعد لها عن الشمس، والحضيض أي موضع الأرض في أقرب بعد لها عن الشمس، وحساب السنة الشمسية وأرصاد بالغة الدقة عن الكسوف والخسوف. هذا الكتاب عبارة عن عمليات حسابية وقوانين عددية وجداول فلكية، بها ما يخص الكواكب وأفلاكها، ويمكن استعمالها لمعرفة الشهور والأيام، وكلها موضوعة في جداول مرتبة ميسرة. اعتمد علماء الفلك في الغرب لعدة قرون على كتاب زيج الصابئ الذي ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، ودرس الأوروبيون هذا الكتاب في جامعاتهم حتى القرن الخامس عشر الميلادي.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)