حكاية عابد
كان رجل عابد من قوم موسى وكان صالحاً، ظل ثلاثين سنة يسأل عزوجل أن يرزقه ولداً؛ فلم يستجب دعاؤه. فانطلق الى صومعة نبي من أنبياء بني اسرائيل وقال: يا نبي الله سل الله أن يرزقني ولداً؛ فقد مضى ثلاثون عاماً وأنا ادعوه أن يرزقني ولداً فما اجيبت دعوتي.
فدعا له النبي وقال: يا عابد اجيبت دعوتي وسيهبك الله ولداً، ولكن قضى الله أن يكون موته في ليلة عرسه فرجع العابد الى بيته وقص على زوجته ما قال النبي؛ فقالت زوجته: سألنا الله أن يرزقنا ولداً بدعاء النبي فنتمتع بحياته حتى اذا بلغ امتحنا به وفجعنا ولكن رضىً بقضاء الله؛ فقال الرجل: لقد اصبحنا عجوزين فمن يدري أننا ندرك بلوغه ولعل الله قبضنا اليه قبل محنة فراقه.
ومضت من الشهور تسعة وانجبت المرأة صبياً بهي الطلعة وتحمّلا ما تحمّلا من عبء تربيته حتى بلغ سن الرشد والكمال؛ فطلب من أبويه أن يزوّجاه؛ فراحا يتعلّلان عليه حتى يتمتعا أكثر برؤيته ولكن الفتى راح يلحّ عليهما حتى وجدا له فتاة مناسبة تليق به؛ فلما كانت ليلة عرسه وزفافه جلسا يترقبان سهم الأجل، حتى يصيبه فيحيل العرس الى مأتم، ولكن مضت الأمور على ما يرام حتىاصبح الصباح ثم اعقبه صباح وصباح ومضى اسبوع فانطلقا الى النبي في صومعته، واخبراه فقال: واعجباً! إنّ ما قلته لم يكن من نفسي ولكن الهمت الهاماً، فانظرا الى ولدكما ما فعل؛ فدفع عنه القضاء والأجل.
فهبط الملاك يقرؤه من الله السلام ويقول قل لوالديه إنّ القضاء كما قلت ولكن الشاب عمل خيراً؛ فدفع الله عنه القضاء وحماه ذلك الخير.. انه في ليلة عرسه كان يتناول طعامه فمرّ شيخ محتاج وطرق عليه الباب وطلب طعاماً فدعاه الشاب وقدّم اليه طعامه، وقد استطيب الشيخ الطعام فلما انتهى رفع كفيه اليّ وقال: اللهم اطل في عمره وأنا ربّ العالمين قد أطلت عمره واضفت اليه ثمانين سنة حتى يعلم الناس أنه لا يضيع في حضرتي المحسنون ولا يخيب السائلون