هو علاء الدين أبو العلا بن أبي الحزم القرشي (1211-1288م)، ولد بالقرب من مدينة دمشق حيث ازدهر العلم عامة والطب خاصة، تمثل هذا في مكتباتها الضخمة التي تحتوي على أهم المراجع والمستشفى الكبير الذي اجتذب أمهر أطباء العصر. تتلمذ ابن النفيس على عدد من الأطباء ذائعي الصيت، مثل مهذب الدين عبد الرحيم علي الدخوار، كما درس صناعة الطب والطريقة الصحيحة لعلاج المرضى، التي كانت تتمثل في تفحص المرضى ومتابعة مظاهر المرض في تطورها واستجابتها للعلاج، مع الملاحظة الدقيقة والمشاهدة المستمرة. ذهب ابن النفيس إلى مصر عام 1236 ليعمل في خدمة السلطان الكامل محمد، بعد طارت شهرته في الآفاق، كان العلم والطب مزدهرين في مصر منذ عهد الفاطميين، وقد ساعدت هذه الظروف العلمية والثقافية ابن النفيس على التفرغ للعلم والتأليف، فضلا عن اكتساب الخبرة العلمية من الممارسة في الكثير من المستشفيات المصرية مثل المستشفى الناصري بجوار قصر الفاطميين. من كتب ابن النفيس الشامل والمختار من الأغذية وتفاسير العلل وأسباب المرض وشرح تشريح القانون. في كتابه شرح تشريح القانون ذكر ابن النفيس تفاصيل الدورة الدموية في الجسم، ولم يسبقه في هذا الشرح أي طبيب أو عالم قبله، وقال أن الدم يمر من التجويف الأمين إلى الرئة، حيث يخالط الهواء، ومن الرئة عن طريق الشريان الوريدي إلى التجويف الأيسر للقلب. كما فطن ابن النفيس إلى وجود أوعية داخل عضلة القلب تغذيها، وهذا دليل على أنه مارس التشريح. ابن النفيس هو أول من توصل إلى الدورة الدموية في الجسم قبل هارفي الذي يعتقد الكثيرون أنه أول من وصف الدورة الدموية الكاملة عام 1628 بأربعة قرون. وفي عام 1547 ترجمت أجزاء كثيرة شرح تشريح القانون إلى اللغة اللاتينية، ومنها إلى اللغات الأوروبية الأخرى.
السبت، 13 فبراير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق