نشأ أندرياس فيزالياس (1514-1564م)، في عائلة بلجيكية أنتجت خمسة أجيال من لأطباء، قرر أندرياس منذ أن كان صبيا أن يصبح طبيبا أيضا، بدأ اهتمامه بالتشريح في وقت مبكر، إذ كان مبهورا بالأعضاء الخارجية لأجسام الحيوانات مثل الضفادع والكلاب والقطط، وبعد أن قضى نحو عشر سنوات بمدارس التعليم في بلجيكا، قرر أن يستكمل دراسته الجامعية بباريس متخصصا في التشريح. كان التعليم في ذلك الوقت يعتمد على الأفكار العتيقة التي انتقلت إلى أوروبا، منذ قرون طويلة. وكان الأستاذ الذي يقوم بتدريس مقرر التشريح، يجلس على منصة عالية أمام الطلبة، ويأخذ في قراءة نصوص مختارة من كتب التشريح القديمة، التي قام بتأليفها أطباء إغريقيون في القرن الثاني الميلادي، وبجانبه يقف أستاذ آخر أمامه جسم حيوان، يشير إلى الأجزاء التي يتم شرحها حتى يراها الطلبة. لم يكن أندرياس راضيا عن هذا السلوك في الشرح، وكان يقول دائما أن التشريح يجب أن يتم على الجسم إنسان وليس حيوان، وبعد تخرجه من كلية الطب عين مدرسا للجراحة والتشريح بجامعة بادوا الإيطالية، هناك قام بتأليف كتابه الشهير بنية الجسم البشري في عام 1542، وفيه أوضح عدم صحة نظريات الأطباء الإغريقيين القدماء. ينقسم الكتاب إلى عدة أجزاء منها: العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء الداخلية والمخ. وأهم ما يميز الكتاب، تلك الرسومات الرائعة التي توضح بالتفصيل كل أجزاء الجسم من الداخل، وأصبح الكتاب حجر الأساس لعلم التشريح الحديث.
الاثنين، 1 مارس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق