قصة هذا الفيلم مأخوذة من حكاية حقيقية دارت أحداثها منذ أكثر من ثلاثمائة عام. وتناولها العديد من الأفلام السينمائية، وأفلام الرسوم المتحركة.
تبدأ أحداث الفيلم في عام 1607 في تلك الأيام كان المغامرون البريطانيون يأتون إلى العالم الجديد الذي اكتشفه كريستوف كولومبس، وكان يسكنه أقوام بدائيون، في قبائل عديدة أسماهم الأوروبيون الهنود الحمر ومن بين هؤلاء الهنود كانت قبيلة السيو التي يتزعمها القائد العجوز بوتان والد بوكهنتاس.
كانت بوكهنتاس تعتبر الغابة الجميلة بيتها الحقيقي، ورغم أنها كانت ابنة زعيم قبيلة الهنود الحمر، إلا أنها لا تترك الغابة إلى خيمتها الصغيرة إلا نادرا فهي في الغابة تنطلق، وتغني بين الأشجار، وتسبح في البحيرات، وتصادق الحيوانات مثل السنجاب ميكو. وذات يوم انطلقت بوكهنتاس فوق قاربها الصغير تغني للطبيعة، والحياة يتبعها أصدقاؤها من الحيوانات، وعندما انتهت من الأغنية، قررت أن تصعد إلى قمة الصخرة التي تطل مباشرة على البحر. خفق قلبها بشدة، وهي ترى سفينة تخترق المياه وسط الضباب، وأحست بشئ ما جعلها تقول بصوت عال: آه أشعر بأن هذه السفينة ربما تحمل معها المتاعب. اقتربت السفينة من الشاطئ وانطلقت الفتاة نحو الغابة بكل مالديها من سرعة. وفجأة اصطدمت بوكهنتاس بجسد قوي، ووقعت على الأرض، ثم مالبثت صديقتها ناكوما أن اصطدمت بها أيضا. راحت بوكهنتاس تشرح لصديقتها ما رأته، والسفينة التي تنقل الأجانب من بعيد حاملين بنادق تنطلق منها النيران الشريرة. وتولد في أعماق ابنة الغابة الرغبة في أن ترى ركاب هذه السفينة، وقررت العودة إلى مكان آمن لتشاهدهم. ووسط الضباب، رأت شابا يحمل بندقيته، وقالت لنفسها: ترى من يكون هذا الشاب؟!
اسمه جون سميث بريطاني الجنسية، ومهنته بحار جاء سميث مع مجموعة من البحارة المغامرين الباحثين عن الذهب في هذا العالم الجديد. عندما رست السفينة قريبا من الشاطئ، ونزل الرجال بالقوارب إلى هناك، سمعوا القرصان يردد: نحن الآن على سواحل فرجينيا إنها حصن ملئ بالذهب سوف نبني سورا حول الجزيرة، كي نمتلك الذهب وحدنا. وانطلقوا يدبون فوق الأرض، متجهين نحو الغابة، لا يعرفون أن عيون الجميلة بوكهنتاس تتبعهم عن قرب سمعتهم يتكلمون لغة غريبة لا تفهمها وأرادت أن تعرف نواياهم. لكنها لم تتوصل إلى شئ وقررت أن تحذر أهلها. انطلقت بكل سرعة لكن فجأة وجدت نفسها تسقط فوق الأرض. تصورت أن ناكوما قد عادت مرة أخرى، لكن يدا قوية، راحت تدفعها، كي ترفعها من فوق الأرض، نظرت إلى وجه الرجل الذي يحمل البندقية انه نفس الجندي الغريب الذي استدعى انتباهها، وهو فوق السفينة سأل الجندي: من أنت؟
لم ترد لأنها لم تفهم شيئا مما يقول. انه يخفض البندقية أرضا، حاولت أن تفهم ما يقوله ... تركها تنطلق، وراح يتتبعها بعينيه. بعد قليل وصلت إلى القبيلة. وقبل أن تبلغ أباها بما رأته، قال لها العجوز بوتان: بوكهنتاس يا ابنتي العزيزة تهنئة من القلب فقد طلب كوكوم الزواج منك.
أنستها الدهشة ما كانت ستقوله حول الغرباء الذين يحملون البنادق التي تنطلق منها النيران، فـ كوكوم قد طلبها للزواج، انه أشجع شباب القبيلة. انطلقت نحو الغابة مرة أخرى.. انه البحار الانجليزي رأته هناك يبحث عنها، وضع بندقيته جانبا، ومد يده إليها أحست بأنه يريد أن يصبح مثلها، ابنا للغابة الواسعة.. أشار إليها أن يركبا القارب الصغير، وأن ينطلقا بعيدا وطوال الرحلة، حاول أن يعلمها كلمات من لغته. وعلى الشاطئ الآخر من البحيرة، راح يلتفت حوله بدا كأنه يبحث عن شئ أشارت له بما يعني:
عم تبحث؟
أخرج قطعة من المعدن اللامع، وسأل:
أريد الكثير من هذا المعدن .. الذهب.
وتصورت بوكهنتاس أنه يبحث عن شئ أصفر، ثمين، فانطلقت نحو المزروعات، واقتطفت كوز ذرة وقدمته إليه قائلة: انه ثمين.. أرضنا مليئة به.
أدرك سميث أن الجزيرة خالية من الذهب وأن القرصان لن يعثر على بغيته.. فقال: سأحاول أن أعرقلهم لن أجعلهم يتقدمون. انطلق عائدا إلى الجنود قبل أن يتقدموا نحو القرية، وعندما أراد إقناع القرصان بما توصل إليه، صاح الرجل غاضبا: سميث لقد جئت هنا للعثور على الذهب ومن سيعترضني سأقتله. حاول البحار إقناع القرصان، لكن بلا جدوى، وقرر أن يعود في الصباح اليوم التالي إلى الغابة كي يحذر بوكهنتاس من الشر القادم نحو قبيلتها. وما أن أشرقت الشمس، حتى قامت بوكهنتاس من النوم، وقررت أن تتوجه إلى الغابة، وفي طريقها قابلت صديقتها ناكوما وقالت لها: عزيزتي أخبري أبي عندما يستيقظ إننا قد نواجه بعض المتاعب فهناك أجانب قادمون. وأسرعت نحو الغابة أما ناكوما فقد اعترضها الشاب الهندي كوكوم وسألها: أين ذهبت بوكهنتاس؟
ردت: أنها في الغابة تواجه المتاعب القادمة إلينا. وانطلق نحو الغابة وحين اقترب من البحيرة، رأى بوكهنتاس تتحدث إلى رجل غريب وأحس بالغضب الشديد، فاندفع من بين الأشجار وقفز فوقه. ونشبت مشاجرة شرسة بين الرجلين، لم يفهم سميث لماذا يهاجمه الهندي، ولم يتمكن أحد من التغلب على الآخر لكن فجأة برز ريو حاملا بندقيته لقد جاء لتحذير صديقه أن القرصان سوف يهاجم القبيلة، وأنه أعد العدة لذلك. وما أن شهد المشاجرة، حتى أطلق النار من بندقيته، فأصابت الشاب الهندي الذي سقط والدماء تنسال منه. صرخت بوكهنتاس، وانطلق ريو هاربا، ووقف سميث مندهشا ورأى نفسه أمام أبناء الغابة الذين جاءوا بعد أن حذرتهم ناكوما، فوجئ الزعيم بوتان بما حدث فصرخ غاضبا: اقبضوا عليه، سوف يموت قبل الليل. حاولت الفتاة أن تشرح الموقف، خاصة أن القاتل الحقيقي قد هرب، لكن أباها لم يستمع إليها، وردد غاضبا: سوف ندافع عن أرضنا.
وقبل أن يحل الليل، اقتربت الفتاة من الشجرة التي ربطوا سميث حولها، وراحت تعتذر له قائلة: أعرف أنك مظلوم، لن أدعهم يمسونك بأ
بعد قليل جاء الرجال وفكوا قيوده، وساقوه إلى ساحة القبيلة ورفع القائد بوتان بندقيته كي ينفذ الإعدام في البريطاني الغريب، لكن قبل أن يضغط على الزناد، قفزت ابنته نحو الشاب، وصاحت: أبي هذا الرجل مظلوم. لذا اقتلني معه إذا أردت.
أحس الرجل بالحيرة، ونظر إلى عيني ابنته المليئتين بالدموع وأحس بالصدق داخلها فأخفض بندقيته، لكن في تلك اللحظة برز القرصان راتكليف ورجاله من بين الأشجار وهو يصيح: هاتوا كل الذهب لديكم وإما الموت.
لم يفهم أحد من الهنود ما يردده القرصان، الذي رفع بندقيته ناحية القائد بوتان وأطلق نحوه رصاصة ليضمن أن أحدا لن يعترض طريقه. وبكل مالديه من مهارة، وشجاعة، قفز سميث في الهواء، وراح يقفز نحو القائد الهندي، كي يبعده عن الرصاصة، وأسقطه فوق الأرض وسقط هو مصابا بالرصاصة. اندفعت بوكهنتاس نحو الشاب، تمسح الدم عن جرحه العميق، وقفز ريو نحو القرصان، وظل يهاجمه بقوة وأمر الزعيم بوتان رجاله بالانسحاب. وبعد ساعات كانت السفينة تستعد للعودة من حيث جاءت، بعد أن اكتشف الجميع أن الذهب المنشود، ليس سوى الذرة الصفراء التي تدل على الثروة والنماء في الأرض الجديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق