أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي (801-867م) ولد بالكوفة، ودرس في البصرة على أشهر علمائها، برز في علم الفلسفة، فعهد إليه المأمون ترجمة مؤلفات أرسطو وغيره من فلاسفة اليونان. يعد الكندي من أشهر فلاسفة الإسلام، ومن الذين لهم فضل كبير على الفلسفة والرياضيات والفلك، وعرف بمؤسس الفلسفة الإسلامية، كما اعتبره علماء الغرب من الإثني عشر عبقريا، الذين هم من الطراز الأول في الذكاء. تبحر الكندي في المجتمع العلوم وأحاط بكل المعارف، مثل الطب والفلسفة والحساب والهندسة والمنطق والفلك وغيرها. وكان العلماء في القرن التاسع وما بعده يرجعون إلى نظرياته ومؤلفاته عند القيام بأعمال البناء، كما حدث عند حفر الأقنية بين دجلة والفرات بالعراق. ولاحظ الكندي أوضاع الكواكب والشمس والقمر بالنسبة للأرض، وما لها من تأثير طبيعي وما ينشأ عنها من مظاهر. كما أخرج رسائل في البصريات والمرئيات. صنف الكندي نحو 265 مؤلفا في العلوم المختلفة، لعل أهمها الحساب الهندسي، الذي أوضح فيه مدى أهمية الرياضيات واتخاذها أساسا للدراسات الفلسفية والعلمية المختلفة، نظرا لأهميتها. وبين الكندي في هذا الكتاب أن الرياضيات تكون بالبراهين وليس بالإقناع الشخصي ولا بالظن، واستعمل فيه الرموز الرياضية مثل علامة الجذر، كما أشار إلى المساحات والحجوم والتحليل المسائل الهندسية واستخراج حلول المسائل الحسابية بالتحليل الهندسي. ابتكر الكندي في كتاب الحساب الهندسي حلولا لبعض المسائل الهندسية مغايرة للحلول التي عرفها القدماء، وأكد التتابع بين النظريات والتمارين الهندسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق