الأحد، 27 فبراير 2011
راسبوتين
كان جريجوري راسبوتين (1872-1916) فلاحا من سيبيريا بروسيا، ثم التحق لأحد الأديرة ليصبح راهبا، لكنه لم يستطع البقاء إلا عدة أشهر وهرب. كان صديقا لآخر قيصر روسي نوقولا الثاني (1868-1918)، وقد دمرت صداقته هذه حكم أسرة رومانوف، كما ساعدت على اندلاع الثورة الروسية عام 1917. ولد راسبوتين في قرية بسيبيريا، والتحق بمدرستها، غير أنه ظل نصف متعلم فقط، وتزوج عام 1889 ورزق بأربعة أطفال، ترك منزله عام 1901 لخلاف مع أسرته، وسرعان ما أصبح مشهورا بقدرته المزعومة على علاج المرضى. وفي عام 1903، وصل إلى مدينة سانت بطرسبرج وهناك تمكن من الإندماج في المجتمع الأرستقراطي الروسي، من خلال ولع تلك الأوساط الراقية بالروحانيات والأمور الغيبية. قابل راسبوتين القيصر الروسي نوقلا الثاني وزوجته الكسندرا لأول مرة في خريف عام 1905. واستطاع راسبوتين رغم جهله أن يسيطر على البلاط قيصر روسيا، بإدعائه قوة روحية لشفاء ولي العهد من نزيف الدم المستمر، وقد أكسبه ذلك الموقف تعاطف ومساندة زوجة القيصر. بين عامي 1906و1914 استغل بعض الصحافيين والسياسيين ارتباط راسبوتين بأسرة القيصر، كي يقوضوا دعائم حكمها ونجحوا بالفعل في إجبار القيصر على التنازل عن سلطاته السياسية المطلقة. ازداد نفوذ راسبوتين كثيرا جدا في الفترة من 1915-1916، أثناء وجود القيصر دورا بارزا في الحكم البلاد، وأصبح راسبوتين هو المسيطر فعلا على الحكم. ووسط حالة الهستيريا المتزايدة بسبب هزائم الحرب، والتقشف الذي اقترن بها، دبر عدد من المتآمرين ومن بينهم إبن عم القيصر مؤامرة لاغتيال راسبوتين، وتم لهم ذلك في ديسمبر 1916.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق