الميدالية قطعة من المعدن، مستديرة غالبا على شكل العملة النقدية المعدنية، منقوش عليها تصميم معين يتضمن رموزا أو كتابات أو صورا. يتم منحها للأشخاص أو الجماعات مكافأة للأعمال الجليلة التي قاموا بها، أو لتخليد ذكرى معينة، مثل الانتصار في إحدى الحروب. تتخذ الميداليات أشكالا واحجاما متنوعة، فقد تكون كبيرة الحجم أو صغيرة على هيئة دبوس، يمكن وضعه على السترة. وتصنع معظم الميداليات من الذهب أو الفضة أو البرونز خليط من النحاس والقصدير أو من مادة الرصاص. يتم إنتاج الميداليات عن طريق صب المعدن السائل في نموذج لها من الشمع أو الخشب أو الحجر، وبعدها تنقش الصور المطلوبة أو الكلمات عليها بالضغط. ويمكن تصنيع العديد من الميداليات بمختلف الأشكال بواسطة الالات الحديثة. غالبا يتم وضع الميداليات الكبيرة الحجم، على صدر الشخص المكرم، بواسطة شريط ملون من الحرير، كما يمنح شهادة بتاريخ التكريم وأسبابه. وجاء تقليد منح الميداليات، مما كان متبعا في العصور الوسطى من منح رتبة الفروسية، التي لا تزال تمنح في بريطانيا وتنقسم الميداليات إلى أوسمة ونياشين. يرجع تاريخ الميداليات الحديثة، من حيث الشكل والصور والنقوش، إلى الرسام ايطالي أنطونيو بيسانو (1395-1455م)، فقد صنع أول ميدالية في عام 1439م لأحد الأباطرة الرومان، حيث نقش على أحد وجهي الميدالية صورة جانبية للإمبراطور، وعلى الوجه الاخر تواريخ أهم المعارك التي انتصر فيها. صنعت الميداليات الأولى من البرونز أو الرصاص، وكانت صغيرة إلى الحد أنه كان يمكن وضعها في راحة اليد استمر تقليد وضع صورة الأمير أو الملك أو الإمبراطور أو رئيس الدولة على أحد وجهي الميدالية، وعلى الوجه الآخر كلمات أو مشاهد لمعارك أو غير ذلك. واستمر هذا إلى الميداليات التي تصنع في الوقت الحاضر. تستخدم الميداليات التذكارية لتخليد الشخصيات البارزة أو الأحداث الجليلية، ومن أشهر تلك الميداليات التذكارية ميدالية نوبل الذهبية التي تمنح للحائزين على جائزة نوبل، ومنهم من العرب: نجيب محفوظ واحمد زويل ومحمد البرادعي. تمنح الميداليات لمدنيين اعترافا بإنجازاتهم المتميزة في مجالات متعددة، منها العلوم والفنون والخدمات الجليلة للمجتمع، إنها باقات شكر وامتنان تزين صدور مستحقيها، تقديرا لخدمات وإنجازات مميزة قاموا بها. ويتم التصريح بإصدار الميداليات عن طريق الحكومات في البلاد المختلفة، ومنها ميدالية الشرف الفرنسية التي تأسست عام 1802م، وميدالية الحرية الأمريكية التي منحت ابتداء من عام 1861م، وميدالية بطل الاتحاد السوفييتي وميدالية كوبلي البريطانية. أما في عالمنا العربي فهناك وسام الأرز الذهبي الذي تمنحه الجمهورية اللبنانية، ووسام محمد الخامس الذي تمنحه المملكة المغربية، ووسام الملك عبدالعزيز الذي تمنحه المملكة العربية السعودية، ووسام النيل الذي تمنحه جمهورية مصر العربية، وقلادة الاستقلال التي هي أرفع الأوسمة في دولة قطر، وتهدى للملوك ورؤساء الدولة الحاليين والسابقين، وكذلك وسام الاستحقاق ويكون من خمس طبقات. ويتسلم من يمنح هذا الوسام، براءة موقعا عليها من الأمير، وينشر أمر المنح في الجريدة الرسمية، وتبقى الأوسمة وبراءتها ملكا لمن منحت له، وتنتقل ملكيتها لورثته على سبيل التذكار، دون حق حملها. تمنح الميداليات العسكرية لمن يؤدي عملا بطوليا استثنائيا خارقا، ينم عن بسالة وشجاعة، أثناء القتال المباشر مع العدو، أو يظهر تضحية نادرة أو تفانيا في الفداء، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، لكنها لم تنتشر في معظم بلاد العالم إلا في القرن الثامن عشر. من أشهر هذه الميداليات العسكرية، الميداليات الحربية الفرنسية التي تأتي عام 1852م، وميدالية فيكتوريا البريطانية التي تأسست عام 1865م، كما منحت الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، بعض أفراد قواتها المسلحة ميداليات عسكرية تقديرا لشجاعتهم في هذين الحربين. كما تمنح الميداليات العسكرية لمن قتل أو أصيب في الحروب المختلفة، وكان قد حارب العدو بشجاعة وأظهر بطولة فائقة أثناء العمليات الحربية. ومن الميداليات العسكرية التي تمنحها بعض الدول العربية: ميدالية تحرير الكويت التي تمنحها دولة الكويت، ووسام آل نهيان الذي تمنحه دولة الإمارات العربية المتحدة، ووسام الواجب العسكري الذي تمنحه دولة قطر. الألعاب الأولمبية حدث رياضي عالمي، يشارك فيه لاعبون من معظم دول العالم في رياضات مختلفة، وتنظم مرة كل أربعة أعوام، وفي الأصل كانت الألعاب الأولمبية تقام في اليونان القديمة، وقد اشتق إسمها من مدينة أولمبيا اليونانية. أقيمت لول مرة عام 776 قبل الميلاد. ومن أشهر رياضات الألعاب الأولمبية: المصارعة والملاكمة وكرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة ورفع الأثقال والسباحة... إلخ. وتمنح جوائز للفائزين الثلاثة الأوائل في كل لعبة فردية أو جماعية، على شكل ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، مستديرة الشكل ولها شريط تعلق منه في رقبة الفائز. غالبا يكون للميدالية رسم ثابت قليل البروز عبارة عن شخصية في إحدى الأساطير اليونانية، وعلى الوجه الآخر التاريخ والمكان الذي جرت فيه الألعاب الأولمبية، مع وجود الشعلة الأولمبية وغصن الزيتون علامة السلام، ويرتقي الفائزون الثلاثة منصة حيث ترفع الأعلام الثلاثة لدولهم، ثم يعزف السلام الوطني لدولة الفائز الأول فقط. إذ أن الهدف من الرياضة هو تقارب بين الشعوب وتحقيق السلام العالمي. يبلغ قطر كل ميدالية سبعة سنتيمترات، والميدالية الذهبية ليست من الذهب الخالص، بل هي من الفضة، وعليها طبقة من الذهب النقي. لم يكن الفائزون في الألعاب الأولمبية أيام اليونان القديمة يحصلون على ميداليات، بل كان الفائز الأول فقط يمنح بعض أغصان شجرة زيتون، ليضعها فوق رأسه.
الأحد، 11 مايو 2014
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق