حين وصل كريستوف كولومبوس إلى أمريكا، كان يظن أنه وصل إلى الهند، لذلك أطلق على السكان الأصليين: الهنود الحمر. يرى بعض المؤرخين أن أصل سكان أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى، جاء من جزر جنوب شرق آسيا، بينما جاء سكان أمريكا الشمالية إلى القارة من شرق سيبيريا منذ عشرة آلاف سنة.
وقد تعددت قبائل الهنود الحمر واختلفت طرق معيشتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم، فعند وصول كولومبوس عام 1492م، كان عددهم يتراوح ما بين 40 إلى 90 مليوناً. الهنود الحمر كانت لهم حضارات قديمة. تأقلموا مع المناخ والأرض التي كانوا يعيشون عليها، واستخدموا أخشاب الغابات في بناء بيوتهم وصنع قوارب "الكانو" وآلاتهم الخشبية، بينما قام آخرون بزراعة الذرة وبناء بيوتهم من طابقين من الطوب اللبن أو المجفف في الشمس. ظهرت في أمريكا الشمالية حضارة "النحاس" وصنع سكانها منه آلات وأواني بطرْقِه ساخناً أو بارداً. كان لكل قبيلة أو عشيرة من الهنود الحمر نظامها العشائري والسياسي الخاص بها، وتميزت كل منها في الملابس والأطعمة واللغة والموسيقى، كما اختلفت معتقداتهم الدينية. كانت قبائل "بيبلو" تصنع الفخار من الطمي وتلوّنه وتزيّنه بزخارف هندسية، بينما اشتهر هنود "كاليفورنيا" بنصع المشغولات من الحجر وقرون الحيوانات والأصداف والخشب والسيراميك، ولكنهم لم يعرفوا المحراث أو العجلة أو دولاب الفخار أو العملة، كان للجاموس الوحشي أهميته الخاصة عند قبائل الهنود الحمر، فصنعوا من جلوده الخيام والسروج والسياط والأوعية والملابس والقوارب، ومن عظامه السهام وأسنّة الرماح والحراب والأمشاط والخناجر وإبر الخياطة. كما برعوا في اقتفاء الآثار، فيعرفون أسماء القبائل الأخرى ويحصون عدد أفرادها ووجهتهم من أثرها. على الرغم من اختلاف عادات وتقاليد قبائل الهنود الحمر، إلا أنها اتبعت أعرافاً واحدة، فمَن كان يستجير بقبيلة أجارته، حتى ولو كان عدواً لها، وتركته لحال سبيله. أما هنود "الأزتيك" فبنوا هرماً ضخماً يشبه إلى حد كبير أهرامات الفراعنة، يتكوّن من 340 درجة. كان الهنود الحمر يحترمون طقوس الحرب، ويخبرون عدوهم عن سبب لجوئهم إليها، والغاية منها، ويُعلِمون غرماءهم بتاريخ بدئها. وكانوا يتعففون عن قتل الجرحى والنساء والشيوخ والأطفال، وعلى الرغم من هذا وصفهم المستوطنون "بالوحوش" التي لا تعقل ولا تفكر وتأكل بعضها. مع بداية القرن السابع عشر توافد المستوطنون الإنجليز على الأمريكتين وبدأوا في إنشاء مستعمراتهم، وانتقلوا نحو الأراضي الهندية بأعداد متزايدة مع عائلاتهم، وسرعان ما فاقوا الهنود عدداً، واغتصبوا أراضيهم، ودفعوها غرباً. لهذا نشأ صراع عنيف بينهم أدى إلى مقتل الكثيرين من الجانبين. كان السبب الرئيسي للمعارك بين المستوطنين والهنود، الاختلاف في أسلوب المعيشة للمجموعتين، إذ كان الهنود يزرعون الذرة والخضراوات، ويعتمدون على صيد الحيوانات لتأمين الجانب الأكبر من طعامهم ولباسهم. أما المستوطنون فقد كانوا يعيشون على الزراعة، لهذا قاموا بقطع الغابات لتوفير الأراضي الزراعية. بعد أن دمروا الغابات لم يعد في وسع الحيوانات البرية أن تعيش في المنطقة، لهذا كان على الهنود الحمر أن يختاروا بين الهجرة إلى أراضٍ جديدة تحتلها قبائل هندية أخرى معادية، أو أن يحاربوا من أجل المحافظة على أراضيهم. أدرك الهنود الحمر أن المستوطنين يهددون حياتهم وأمنهم، وينافسونهم على الأراضي التي هي في الأصل موطنهم وملك لهم، لهذا دافعوا عنها بشراسة. أنكر المستوطنون حقوق الهنود ورأوا أنهم قوم متوحشون ولابد من إبادتهم، بينما لم يتفهم الهنود الحمر طريقة المستعمرين في تنظيم بعض الأمور، فمثلاً عندما كان رئيس القبيلة يوقع على صك لبيع أرض قبيلته كانوا يعتقدون بأنهم يؤجرون تلك الأراضي للمستوطنين ولا يبيعونها، لذلك كانوا يعودون إليها من أجل الصيد ولا يعترفون ببيعها لمجرد أن زعيمهم وضع بعض الخطوط على قطعة من الورق. بدأ الإتجاه إلى الإبادة الشاملة للهنود الحمر، واستمرت الحروب بينهم وبين المستوطنين ما يقارب 300 عام. في محاولات لإبادتهم قامت الجيوش المستعمرة بعقد هدنة زائفة بينهم وأهدوهم ملابس وأغطية ملّوثة وتحمل جراثيم أمراض عديدة كالجدري والحصبة، والطاعون والكوليرا، والتايفويد والدفتريا، والسعال الديكي والملاريا، وأوبئة أخرى لم تتوافر لدى قائل الهنود الحمر المناعة المناسبة لحمايتهم منها فحصدت أعداداً هائلة منهم، كما يحدث في الحروب البيولوجية الحديثة. لم يكن المستوطنون يقتصرون على قتل الهنود الحمر والإستيلاء على أراضيهم ومواشيهم، بل كانوا ينكّلون بجثثهم، ويقطعون رؤوسهم بالفؤوس، ويسلخون فروتها، ومنذ بدء وفودهم إلى أراضي الهنود الحمر حتى حرب الإستقلال تحولت فروات رؤوس الهنود الحمر إلى تجارة رابحة، وأصبحت الحكومة تكافىء كل من يأتي بأعداد هائلة منها. عندما تأسس الجيش الأمريكي، خرج جنوده في حملات جماعية لشن الهجوم على قبائل الهنود الحمر المسالمة، وسلخ فروات رؤوسهم بما فيها النساء والأطفال. ومع تراكم النكبات وفقدهم العديد من الأرواح، الذي تزايد بشكل كبير بعد استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، عقد الأمريكيون اتفاقاً قبله الهنود على مضض، وهو أن تخصص الحكومة الأمريكية أراضي معينة تبقى كمراعٍ ومناطق صيد للهنود الحمر، وأطلقوا عليها "محميات الهنود الحمر" ولازالوا يعيشون فيها حتى يومنا هذا.
وقد تعددت قبائل الهنود الحمر واختلفت طرق معيشتهم وعاداتهم وتقاليدهم ولغاتهم، فعند وصول كولومبوس عام 1492م، كان عددهم يتراوح ما بين 40 إلى 90 مليوناً. الهنود الحمر كانت لهم حضارات قديمة. تأقلموا مع المناخ والأرض التي كانوا يعيشون عليها، واستخدموا أخشاب الغابات في بناء بيوتهم وصنع قوارب "الكانو" وآلاتهم الخشبية، بينما قام آخرون بزراعة الذرة وبناء بيوتهم من طابقين من الطوب اللبن أو المجفف في الشمس. ظهرت في أمريكا الشمالية حضارة "النحاس" وصنع سكانها منه آلات وأواني بطرْقِه ساخناً أو بارداً. كان لكل قبيلة أو عشيرة من الهنود الحمر نظامها العشائري والسياسي الخاص بها، وتميزت كل منها في الملابس والأطعمة واللغة والموسيقى، كما اختلفت معتقداتهم الدينية. كانت قبائل "بيبلو" تصنع الفخار من الطمي وتلوّنه وتزيّنه بزخارف هندسية، بينما اشتهر هنود "كاليفورنيا" بنصع المشغولات من الحجر وقرون الحيوانات والأصداف والخشب والسيراميك، ولكنهم لم يعرفوا المحراث أو العجلة أو دولاب الفخار أو العملة، كان للجاموس الوحشي أهميته الخاصة عند قبائل الهنود الحمر، فصنعوا من جلوده الخيام والسروج والسياط والأوعية والملابس والقوارب، ومن عظامه السهام وأسنّة الرماح والحراب والأمشاط والخناجر وإبر الخياطة. كما برعوا في اقتفاء الآثار، فيعرفون أسماء القبائل الأخرى ويحصون عدد أفرادها ووجهتهم من أثرها. على الرغم من اختلاف عادات وتقاليد قبائل الهنود الحمر، إلا أنها اتبعت أعرافاً واحدة، فمَن كان يستجير بقبيلة أجارته، حتى ولو كان عدواً لها، وتركته لحال سبيله. أما هنود "الأزتيك" فبنوا هرماً ضخماً يشبه إلى حد كبير أهرامات الفراعنة، يتكوّن من 340 درجة. كان الهنود الحمر يحترمون طقوس الحرب، ويخبرون عدوهم عن سبب لجوئهم إليها، والغاية منها، ويُعلِمون غرماءهم بتاريخ بدئها. وكانوا يتعففون عن قتل الجرحى والنساء والشيوخ والأطفال، وعلى الرغم من هذا وصفهم المستوطنون "بالوحوش" التي لا تعقل ولا تفكر وتأكل بعضها. مع بداية القرن السابع عشر توافد المستوطنون الإنجليز على الأمريكتين وبدأوا في إنشاء مستعمراتهم، وانتقلوا نحو الأراضي الهندية بأعداد متزايدة مع عائلاتهم، وسرعان ما فاقوا الهنود عدداً، واغتصبوا أراضيهم، ودفعوها غرباً. لهذا نشأ صراع عنيف بينهم أدى إلى مقتل الكثيرين من الجانبين. كان السبب الرئيسي للمعارك بين المستوطنين والهنود، الاختلاف في أسلوب المعيشة للمجموعتين، إذ كان الهنود يزرعون الذرة والخضراوات، ويعتمدون على صيد الحيوانات لتأمين الجانب الأكبر من طعامهم ولباسهم. أما المستوطنون فقد كانوا يعيشون على الزراعة، لهذا قاموا بقطع الغابات لتوفير الأراضي الزراعية. بعد أن دمروا الغابات لم يعد في وسع الحيوانات البرية أن تعيش في المنطقة، لهذا كان على الهنود الحمر أن يختاروا بين الهجرة إلى أراضٍ جديدة تحتلها قبائل هندية أخرى معادية، أو أن يحاربوا من أجل المحافظة على أراضيهم. أدرك الهنود الحمر أن المستوطنين يهددون حياتهم وأمنهم، وينافسونهم على الأراضي التي هي في الأصل موطنهم وملك لهم، لهذا دافعوا عنها بشراسة. أنكر المستوطنون حقوق الهنود ورأوا أنهم قوم متوحشون ولابد من إبادتهم، بينما لم يتفهم الهنود الحمر طريقة المستعمرين في تنظيم بعض الأمور، فمثلاً عندما كان رئيس القبيلة يوقع على صك لبيع أرض قبيلته كانوا يعتقدون بأنهم يؤجرون تلك الأراضي للمستوطنين ولا يبيعونها، لذلك كانوا يعودون إليها من أجل الصيد ولا يعترفون ببيعها لمجرد أن زعيمهم وضع بعض الخطوط على قطعة من الورق. بدأ الإتجاه إلى الإبادة الشاملة للهنود الحمر، واستمرت الحروب بينهم وبين المستوطنين ما يقارب 300 عام. في محاولات لإبادتهم قامت الجيوش المستعمرة بعقد هدنة زائفة بينهم وأهدوهم ملابس وأغطية ملّوثة وتحمل جراثيم أمراض عديدة كالجدري والحصبة، والطاعون والكوليرا، والتايفويد والدفتريا، والسعال الديكي والملاريا، وأوبئة أخرى لم تتوافر لدى قائل الهنود الحمر المناعة المناسبة لحمايتهم منها فحصدت أعداداً هائلة منهم، كما يحدث في الحروب البيولوجية الحديثة. لم يكن المستوطنون يقتصرون على قتل الهنود الحمر والإستيلاء على أراضيهم ومواشيهم، بل كانوا ينكّلون بجثثهم، ويقطعون رؤوسهم بالفؤوس، ويسلخون فروتها، ومنذ بدء وفودهم إلى أراضي الهنود الحمر حتى حرب الإستقلال تحولت فروات رؤوس الهنود الحمر إلى تجارة رابحة، وأصبحت الحكومة تكافىء كل من يأتي بأعداد هائلة منها. عندما تأسس الجيش الأمريكي، خرج جنوده في حملات جماعية لشن الهجوم على قبائل الهنود الحمر المسالمة، وسلخ فروات رؤوسهم بما فيها النساء والأطفال. ومع تراكم النكبات وفقدهم العديد من الأرواح، الذي تزايد بشكل كبير بعد استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا، عقد الأمريكيون اتفاقاً قبله الهنود على مضض، وهو أن تخصص الحكومة الأمريكية أراضي معينة تبقى كمراعٍ ومناطق صيد للهنود الحمر، وأطلقوا عليها "محميات الهنود الحمر" ولازالوا يعيشون فيها حتى يومنا هذا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق