أحياناً يحـــــدث هبوط فجــائي في مجــرى نهر ، تزداد فيه سرعة تياره ،و يعمل على تفتيت التكوينات
الصـــخرية التي تعترض مجراه ،و تتولد (( المسارع )) أي
الاندفاع الهــائل بالمياه بكميات جبارة ،و يُطلق على الشلالات أحياناً (( مساقط المياه )). تُعد
الشلالات من أكثر عجائب
الطبيعة التي
يحرص الســــائحون على مشاهدتها ،و تُستخدم مساقط المــــياه هــــذه في توليد الكهرباء ،و التي تـــمد المصانع و المنازل
بالطــاقة ، عن طريق إدارة مولدات ضخمة، أو
بواسطة محركات حرارية ذات وقود عادي أو نووي .توجد عدة شلالات في الدول العربية ، لعل
أهمها شلال
الزيتون الذي
يبلغ ارتفاعه 110 أمتار ، في المغرب ، و أُطلق
عليه هذا الاسم لوجود أشجار
الزيتون أسفله .من أشهر
شلالات العالم: نياجرا ، آنجل ، فيكتوريا ، جوكتا ، إجوازو ،و توجيلا .تقــع شلالات
نياجرا على
الحدود بين كــندا و
الولايــات المتحدة الأمريكية ، و تفصل ما بـيـن مقاطــعة (( أونتاريو ))بكندا ولاية (( نيويورك)) بأمريكا . تتكــون شلالات
نياجرا من قسمين
رئيسيين، تفصل
بينـــهما جزيرة ((جوت)) .تكونت
هذه الشلالات مــن سقوط ميــاه نهر((نياجرا)) من مكان
مـــرتفع على صخور صلبة مثل الحجر و
الجيري،
أحد الصخور الرســــــوبية التي من أهــم مكوناتها الطين و الطمي و
الرمـــال ، و هـو فــي الأصل أبيض الــلون
لكن الشوائب و أكسيد الحديــد تجعله يتلون
بألوان مخــتلفة ، و صــخور
أخرى رخوة مثل
حجر الطفل (( رسوبي
رقيق ))
، فحدث تآكل للصخور بمعدل أكبر من الصخور الصلبة، فتكون منحدر شــديد أدى إلى اندفاع المياه بهذه القوه
الجبارة.تُعد شلالات
نياجرا من أكبر
شلالات العالم، و يبلغ
معدل سقوط المياه في الدقيقة نحو 168 ألف متر مكعب،
و يصل ارتفاعها إلــى 52 متــراً و عرضها 3،12 مـــتر.و اكتسبت
هذه الشـلالات شــهرتها بسبب تكوينها الطبيعي
الرائع ، خاصة عندما تضاء أثناء الليل بألوان مختلفة، كذلك لأنها مصدر مهم لتوليد الكهرباء بقوة
المياه .قام
باكـــتشافها الفرنسي (( صامويل
دي شامبلين)) عام 1609 . و كلمة نياجرا تعني رعد
الماء بلغة الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين .أعلى شلال في
العـــالم يقع في فنزويلا (( شمال أمريكا الجنــوبية )) يبلغ
ارتفاعه 979 متـــراً ، و اكتشفه الطيار الأمريكي (( جيمس
آنجل )) عــام 1933 ، عندما كـان يبحث عن خامات
بعض المعادن في منطقة قريبة ، و منه اشتق اسمه .يُـعـد شلال آنجل مــن
أشهر الأمــاكن السياحية فــي فـنـزويلا، و هنــاك ظاهرة فريدة فيــــــه ، إذ بسبب ارتفــاعه الهائل ، فــإن المياه المتســاقطة منه تتحول إلى ضباب قبـل أن تصل إلى أسفل
الوادي، بسبب الــريــاح القــوية ، و تــدفع المياه مــن هضــبة مستوية بأعلى الشــلال إلى
أسفــل الوادي العميــق الــذي يـطـلـق عـليـه ((وادي الرعد)) بـسـبــب
الـصـــوت الصـاخب الــذي
تحــدثه المياه
المتساقطة بعــنـــف .يــقع الشـــلال في غابة
منعزلة ، و بسبب ارتفاعه يصعب رؤيته بوضـوح فــي الأيــام التي تتراكم فيها السحــــب الكثيفة ، و لهذا تقتصر الرحلات السياحية إلى الشــلال في
الفترة من يونيو
إلى ديسمبر من كل عـــام ، و في فترة الجفاف التي تستمر من ديسمبر إلى مارس في السنة
التالية ، فتنــخفض إلى حد كبير كميات المياه المتساقطة.يقع شلال
فيكتوريا على
الــحدود بين دولتــي زامبيا و زيمبابوي في أفريقيا , و بالتحديد على نهـر زامبيزي))
، و يصـــل
ارتـفـاعـه إلــى 108 أمتار ، و عرضه 1700 متر ، ويعد من أضخم الشلالات في العالم. يتــــميز
بمشاهدته بالكامل على بعد 60 متراً
فقط من موقعه ، بعكس العديد من الشلالات
الأخرى ، التي تنقسم إلى أجزاء متباعدة. يبلغ متوسط اندفاع المياه فيه نحو 1088 متراً
مكعباً في الثانية الواحدة ، و يـتـنـاثـر الرذاذ النـــاتج عــن الـمياه إلى ارتفـــاع 400 متر من قاعدة الشلال، و في بعض
الأحيان إلى
ضــعف هـذا الـرقم .يُـمكـن
مشــاهدة الشلال على بعد 50 كيـلـومـتـراً
مـن مكانه ، و فــي أمـسيات اكتمال
المطر تتـبدى ظاهرة مثيرة هي (( قوس قزح
القمر )) حيث تظهر ألوان
الطيف في
الرذاذ المتـناثرة للمياه المندفعة منه ، تماماً كما يحدث أثناء النهار . و تنخفض كميات المياه المتســاقطة فــي مــوســم الجفــاف الذي يمتد من
سبتمبر إلى يناير ، و في هــــذه
الفــــترة يمكن للسياح السير بالقرب منه ، حيث يتعذر ذلك بقية شهور السنة .اكتشف شلال
فيكتوريا (( ديفيد
لفنجستون )) عام 1855 ، و أطلق عليه اسم ملكة
انكلترا
(1819 –1901)آنذاك .عرف شلال
جوكتا منذ قرون
عديدة ، فهو يقع ف بيرو بـــــأمريكا
الجنوبية ، على بُـعد 700 كيلومتر
شمال شرق العاصمة (( ليما ))
، و لكن
يرجع الفضل إلى الرحـالة
الألماني ((ستيفان
زامنـدروف )) بتـعريف
العالم بوجود هذا الشلال عام 2006 . يـبلغ
ارتفاع الشــلال 771 متراً، و قـــد اشتق اســمه
من أقـرب المناطق إليه ، و يـمكن مشاهدته على بُعد عدة
كيلومترات ، و تتميز مــياهه بالنــقاء و هـي صالحة للشرب ، بعـكس العديد مــن الـشـلالات الأخـــرى التي تحتوي مياهها على رواسب
تجعلها ملوثة. أمـا
هـذا الشــلال فيقع بين البرازيل
و الأرجـنـتـيـن بأمـــريكا
الجنوبية ، على نـهر
إجــوازو، و منـه اشتق
اسمه .اكـتـشـفـه المغامر
الإسبــاني ((كابيزا
دي فاكا)) عام 1541م ، و يتكـــون الشلال من 275 مسقط للمــياه ، و يـمـتـد عـبـر 1700 ـمـتـر ، لـذا يُــعد مــن أضخـم الشلالات فـي
العالم ، و يصل ارتفاعه إلى 84 متراً .تعــني كـلـمــــة إجوازو بـلغة الـسـكـان
الأصلـيـيـــــن (( المـياه
الهادرة ))
، و
يـــمكن مــشــاهـدتــــه من عدة مـــــنتزهات أقامتها البرازيل و الأرجنتين على
جانيه ، و يزوره العديد
من السياح كل عام .يعد شلال
توجيلا ثاني
أكثر شلالات
العالم ارتفاعاُ
بعد شلال آنجل، آذ يبلغ
ارتفاعه947 متراً .يقع في
دولة جنوب أفريقيا ، و يتكون من
خـــمسة مساقط للمياه ،و يمــــــــكن الصعود
إلى قمته مــن طــرق خلفية ، و هناك
طريق ممهد
للسيارات و المشاة ،و من أعلى يـبـدو المشهد
رائـعاً .
كما يوجد طريق آخر
لمشاهدته في وسط الغـــابات التي تحيط به ، عـبر أرض
منبسطة تكتنفها الكــــــثبان ، و من هذه المنطقة يمكن آن ترى الشلال و قد
نقسم إلى خمسة
مساقط مياه رئيسية .أقامـــت
جنوب أفريقيا مـنزهات ، أكبرها منتزه (( رويال )) الشهير ، حول شلال
توجيلا ، بها العديد من الفنادق و المطاعم ، التي يذهب إليها عدد كبير من السائحين الذي
يحتشدون لمشاهدة الشلال و اندفاع المياه ، وقت غروب الشمس عندما تنعكس أشعتها عليه .يقع هذا الشلال على نهر
توجيلا الذي
يبلغ طوله 483 كيلومتراً ، و يبدأ الشلال من أعلى
جبل مونت أو سورس )) و مياه
الشلال نقية و
صالحة للشرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق