برج إيفل

في وسط شامب دي مارس أو ساحة مارس، على مقربة من نهر السين في باريس، ينتصب هذا البرج الحديدي الضخم الذي حمل إسم مصممه غوستاف إيفل، الذي يعد أكثر الأبنية شهرة في أوروبا، نظرا لعدد زواره الذين يتجاوز عددهم 6 ملايين زائر سنويا. بدأت قصة بناء البرج عندما فكر مصممه في تشييد بناء تاريخي يكون حدثا مميزا للمعرض الدولي في باريس، الذي توافق حينذاك مع الاحتفال بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية. واجه إفيل معارضة شديدة لتنفيذ فكرته حيث وصفه الجميع بالبرج القبيح. بدأت أعمال البناء في 26 يناير عام 1887 بمشاركة 50 مهندسا، و300 عامل. تم في الخمسة شهور الأولى بناء الأساسيات، بينما استغرق بناء البرج 21 شهرا متتالية حيث تم افتتاحه رسميا في 6 مايو عام 1889. بالمقارنة والضخامة التي تميز بها البرج، وبالنظر إلى أدوات البناء المتاحة في ذلك العصر تعتبر الفترة استغرقتها أعمال البناء قياسية وغير مسبوقة. يتكون البرج من18 ألف قطعة حديد، و3 ملايين مسمار، كما يزن حوالي 10 آلاف طن، ويرتكز على أربعة أعمدة تنتصب على قاعدة تبلغ مساحتها حوالي 16 مترا مربعا، يوجد بالبرج سلالم تحتوي على 1665 درجة، ويسمح للجمهور باستخدام تلك السلالم حتى الدور الثاني فقط، أما بلوغ القمة فيتم باستخدام المصاعد الموجودة في هذا الدور، تقوم تلك المصاعد بحوالي 100 رحلة يوميا من وإلى القمة، أي بمعدل رحلة كل 8 دقائق. بلغ ارتفاع البرج وقت إنشائه 300 متر، ثم أضيف له في نفس العام راية فوصل ارتفاعه إلى 312 مترا، وبعد إضافة الهوائي الخاص بالبث، أصبح ارتفاعه الكلي 324 مترا. نظرا لمتانة وارتفاع البرج تنوعت أوجه الاستفادة منه، حيث شهد عام 1906 أولى محاولات استخدامه في البث الإذاعي، وكذلك البث التلفزيوني عام 1935. من أجل المحافظة عليه من الصدأ يحتاج إلى عملية صيانة وإعادة طلاء منتظمة، تتم هذه العملية بصورة دورية كل 7 سنوات، وتستغرق حوالي 15 شهرا. يتم تنفيذ عمليات الصيانة يدويا بمساعدة 25 عاملا يستهلكون حوالي 50 طنا من الطلاء، 1500 فرشاة. يعود حق ملكية البرج إلى باريس التي تجني سنويا مبالغ طائلة من رسوم تذاكر الدخول، التي يدفعها الزائرون حيث تبلغ قيمة التذكرة 10 يورو، وتعد أعلى رسوم يتم دفعها لزيارة مكان سياحي في العالم. ويحتوي البرج على عدد من المطاعم، ومحلات بيع الهدايا.