الجمعة، 19 أغسطس 2011
نهر موراي- دارلينج
إلى الجنوب من أندونيسيا، وبابوا غينيا الجديدة، بين المحيطين الهندي، والهادي الجنوبي، تقع أستراليا التي تعد الدولة الوحيدة في العالم التي تشغل قارة بأكملها، وتعد صغرى قارات العالم. معظم أنهار أستراليا موسمية، حيث تجري بها المياه خلال موسم سقوط الأمطار فقط، بينما تعاني من الجفاف بقية العام. موراي- دارلينج في حقيقة الأمر ليس نهرا واحدا، وإنما هو نهران، ينبعان من إقليم واحد، يتجهان لمصب واحد، يتصلان ليشكلا حوضا نهريا واحدا، لذا يصعب الفصل بينهما عند الحديث عن أي منهما، وهما أهم وأطول أنهار أستراليا، كما أنهما نهران دائمان لا يرتبط جريان المياه فيهما بسقوط الأمطار كسائر أنهار القارة. من إقليم المرتفعات الشرقية الذي يمتد في حزام ضيق على طول الساحل الشرقي لأستراليا، وبالتحديد من قمة جبل كوسيباسكو الجليدي الذي يقع ضمن سلاسل جبال الألب الأسترالية ينبع نهر موراي، يتغذى بصفة أساسية على ذوبان جليد تلك الجبال، وعلى مياه نهر دارلنج الذي ينبع من وسط مرتفعات نفس الإقليم. يشكل نهر موراي حدودا طبيعية بين ولايتي فيكتوريا، وأستراليا الجنوبية التي تعد أكثر الولايات الأسترالية جفافا، يصل طول النهر إلى حوالي 2589 كيلومترا، قبل أن يصب في خليج كونتر، يأخذ مجراه شكل حرف s، ويتسم مجرى النهر عند منطقة المصب بالاتساع والبطء وكثرة الانحناءات، مما أدى لظهور العديد من البحيرات الصغيرة الضحلة، والحواجز الرملية التي تحول دون دخول السفن الكبيرة مجرى النهر. إلى الشمال من نهر موراي ينبع نهر دارلنج الذي يسير بمحاذاته، يبلغ طوله حوالي 2753 كيلومترا، يتجه نحو الجنوب الغربي ليلتقي بنهر موراي عند حدود ولاية أستراليا الجنوبية، فيصبح طول النهر حوال 3696 كيلومترا، لذلك يعد أطول أنهار أستراليا، وعلى الرغم من أنه دائم الجريان إلا أنه بطيء. يستغرق وصول الأمطار من الروافد العليا له حوالي 3 أشهر مما يجعله يتخلص من جميع الرواسب العالقة به في وقت طويل نسبيا، كما أن تصريفه المائي غير منتظم، يتوقف على كمية الأمطار الساقطة على منابعه، لذلك تقتصر صلاحية الملاحة فيه على مسافات محدودة، وخلال فترات معينة من السنة. تضم منطقة حوض موراي- دارلينج عدة ولايات أسترالية مثل كوينزلاند، فيكتوريا، وأستراليا الجنوبية. يعتبر ذلك الحوض النهري أهم سلة غذاء للبلاد، حيث يروي أكثر من 40% من كمية الإنتاج الزراعي للقارة بأكملها، كما أنه يشغل أكثر من مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل حوالي 15% من إجمالي مساحة أستراليا، ولهذا يلعب ذلك الحوض النهري دورا حيويا في دعم الاقتصاد والحياة الريفية الأسترالية. موراي- دارلينج يقع ضمن قائمة أكثر عشرة أنهار مهددة في العالم نتيجة للجفاف، لتراجع منسوب المياه فيه، بالإضافة للارتفاع التدريجي لنسبة الملوحة في مياهه العذبة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق