السبت، 4 يوليو 2009
الأوسكار
تشهد مدينة لوس أنجلوس عاصمة السينما العالمية، في ربيع كل عام، احتفالا مهما للإعلان عن الفائزين في حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوية، التي تعد أهم وأرقى الجوائز السينمائية في العالم. تمنح جوائز الأوسكار أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، وهي أكاديمية فخرية تأسست في 11 مايو 1927 في كاليفورنيا وتضم مهرجان توزيع الأوسكار في أواخر شهر مارس أو أوائل شهر أبريل، ويعد الحفل من الأحداث التي تحظى بتغطية إعلامية ضخمة تشارك من خلالها العديد من الشركات الكبرى، ومصممي الأزياء والمجوهرات، التي تشغل ليلة المهرجان لترويج منتجاتها من الملابس وأدوات الزينه من خلال نجمات السينما. أقيم أول حفل لتقديم جوائز الأوسكار في مايو 1929، ووزعت الجوائز عل خمسة أفلام، في حفل بسيط لم يحظ بتغطية إعلامية كبيرة، ومرت الحفلة وكأنها حدث عابر، واستمر هذا الحال. وفي عام 1953، حظيت جائزة الأوسكار بالشهرة العالمية التي وصلت إليها الآن عندما نقلت الحفلة إلى المشاهدين عبر شاشات التلفزيون لأول مرة. يبلغ طول جائزة الأوسكار 34 سنتمترا، ووزنها 3.85 كيلوا جرام، وهي على شكل فارس يقف على الشريط فيلمي، ويحمل سيفا تنطلق منه إشاعات تمثل الفروع الخمسة التي ترعاها الأكاديمية وهي: التمثيل - والإخراج - والإنتاج - وكتابة السيناريو- والفنيون. تمثال الأوسكار مصنوع من مادة البريتانيوم وهي خليط من القصدير والنحاس الذي يطلى في آخر مراحل تصنيعه بطبقة من الذهب، ولقد صمم التمثال سيدريك جونز عام 1928، ونحته التمثال جورج ستانلي وتصنع منه ستين قطعة فقط سنويا، هي الحد الأقصى لعدد الفائزين بهذه الجائزة. انتشرت الشائعات عن أصل تسمية الجائزة بأوسكار حيث أكدت مارجريت هيريك أمينة مكتبة الأكاديمية أنها فور رؤيتها للتمثال عام 1931 ذكرت أنه يشبه عمها أوسكار أما الفنانة بيتي ديفيز فترى إنها كانت وراء إطلاق إسم أوسكار على هذا التمثال لأنه ذكرها بزوجها هارون أوسكار كما يزعم الصحفي سيدني سكولسكي أنه أول من أطلق إسم أوسكار على التمثال بعد أن ردده في مقالاته حتى فرضه على الأكاديمية كإسم للجائزة، ولكن حتى اليوم ليس هناك من تأكيد على صحة أي من تلك الشائعات وليس هناك ما ينفيها. ترشيح أحد الأفلام لمهرجان الأوسكار ليفوز بالجائزة يتطلب أن يكون الفيلم قد تم عرضه في صالات السينما في كاليفورنيا في السنة السابقة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر، كما يجب أن تكون مدة العرضه لا تقل عن 40 دقيقة، كي يدخل ضمن إطار المنافسة على جائزة الأفلام الطويلة، وإن كانت مدة عرضه أقل من هذا يصنف كفيلم قصير. تقدم الجائزة في عدد من الفئات، وأهمها:
1- جائزة أفضل فيلم.
2- جائزة أفضل ممثل رئيسي.
3- جائزة أفضل ممثلة رئيسية.
4- جائزة أفضل ممثل ثانوي.
5- جائزة أفضل ممثلة ثانوية.
6- جائزة أفضل أفلام الصور المتحركة.
7- جائزة أفضل مخرج سينمائي.
8- جائزة أفضل فيلم وثائقي.
9- جائزة أفضل فيلم أجنبي.
10- جائزة أفضل موسيقى تصويرية.
11- جائزة أفضل مكياج فني.
12- جائزة أفضل تصميم أزياء.
13- جائزة أفضل مؤثرات بصرية.
في عام 1947 بدأت الأكاديمية بتشجيع الأفلام الأجنبية، ومنحها جوائز شبه فخرية، وفاز بها أول مرة الفيلم الإيطالي شو شاين. وفي عام 1955 اتخذت الأكاديمية قرارا بجعل جائزة الفيلم الأجنبي المرشح جزءا أساسيا من جوائز الأوسكار، وصرح لكل دولة ترشيح فيلم واحد فقط يمثلها في التنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وشكلت الأكاديمية لجنة تضم في عضويتها نحو 200 عضو تدعى لجنة الأفلام الأجنبية، وتقوم باختيار 5 من هذه الأفلام لترشيحها لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. رشحت اليابان للجائزة 10 مرات ولكنها لم تفز بها، والدولتان الوحيدتان من الشرق لأوسط اللتان رشحتا لهذه الجائزة هما إيران في عام 1998 عن فيل أطفال الجنة، وفلسطين عام 2006 عن فيلم الجنة الآن الذي واجه انتقادات عديدة لكونه يدور حول قصة آخر 48 ساعة في حياة شابين فلسطينيين يحضران للقيام بإحدى العمليات الاستشهادية في إسرائيل. تعد الأوسكار مؤثرا مهما لما يجلبه الفيلم الفائز من أرباح للمنتجين ولنجوم السينما، وعادة ما يرفع أجر الممثلين بعد فوزهم بالجائزة، فالممثل جين هالكمان رفع أجره من 200 ألف دولار إلى 500 ألف دولار بعد فوزه بالجائزة الأوسكار، وارتفع أجر الممثل البريطاني توني كونتي من 100 ألف دولار إلى مليون دولار بعد ترشيح فيلمه روبين روبين للأوسكار. إعلان حصول أحد الأفلام على الجائزة، يضاعف أرباحه أكثر بعشر مرات مما كان متوقعا، حيث حصدت بعض الأفلام أرباحا بأرقام فلكية كما حدث مع فلم صوت الموسيقى والعراب وتايتنك. وعلى الرغم من هذا فقد صاحبت جائزة الأوسكار أسطورة غريبة يطلق عليها السينمائيون أسطورة نحس الأوسكار، فكما ارتبطت أسماء معظم الحائزين على الجائزة بالثراء والشهرة بعد حصولهم عليها، جاءت الجائزة للبعض بالحظ السيئ ولم يحققوا أية نجاحات مادية أو فنية بعد الجائزة، وقد أطلقت هذة الأسطورة المعلقة الصحيفة السينمائية لويلا بارسون بعد ملاحظتها لسوء الحظ الذي حالف الممثلة النمساوية لويز راينر عقب فوزها بجائزة الأوسكار لعامين متتاليين 1936، 1937. والممثلة جون فونتين التي فازت بالجائزة عام 1941، ودوروثي ماكوز التي قامت ببطولة 15 فلما في غضون 18 شهرا من فوزها بالأوسكار، ما وجه ضربة قاضية لحياتها السينمائية، حيث لم تستطع استعادة مكانتها الفنية التي حققت بها الفوز. لاحظت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية أن العديد من مبدعي ورواد السينما لم يفوزوا بالجائزة لأسباب مختلفة فابتكروا فكرة الأوسكار الفخرية ومنحوها لرواد عصر السينما الصامتة لقاء جهودهم التي بذلوها قبل إنشاء الأكاديمية، فقد منح تشارلي شالبن الجائزة الفخرية مرتين في عامي 1927 و1928، ومنحت له مرة أخرى عام 1971. كما أن هناك العديد من الفنانين ممن أحرزوا شهرة كنجوم سينمائيين ولكنهم لم يرشحوا للجائزة، فجاءت الجائزة الفخرية تعويضا لهم، بينما حصل عليها البعض أكثر من مرة. فالمنتج والمخرج والكاتب والمؤدي الصوتي الشهير والت ديزني هو صاحب الرقم القياسي في الترشيح والفوز بالأوسكار في مختلف الفئات، فقد حصل على 59 ترشيحا، وأحرز 22 فوزا بالإضافة إلى حصوله على 4 جوائز أوسكار تكريمية. أما النجمة كاترين هيبورن فهي أكثر ممثلة حصلت على الأوسكار، ففازت بها أربع مرات، وفي فئة الأفلام حصل فيلم بن هور على 11 جائزة أوسكار، وحصل فيلم سيد الخواتم: عودة الملك على 11 جائزة أوسكار. وتعد الممثلة تاتوم أونيل أصغر ممثلة تفوز بجائزة الأوسكار لعام 1974، وذلك في دور ممثل مساعد عن فيلم بايبر موون وكانت حينها في العاشرة فقط. رغم وجود 32 منظمة سينمائية في الولايات المتحدة تقدم جوائز سنوية، إلا أن جائزة الأوسكار تبقى الأكثر أهمية وشهرة، نظرا لما اكتسبته من شهرة واسعة داخل أمريكا وخارجها. وعلى الرغم من صيتها الواسع الذي جعلها حلم كل السينمائيين، إلا أن هناك ثلاثة أشخاص رفضوا استلام الجائزة لأسباب مختلفة وهم الكاتب دادلي نيكولز الذي رفض تسلم أوسكار أفضل نص سينمائي مقتبس لعام 1935 عن فيلم the informer بسبب إضراب نقابة الكتاب ضد الاستديوهات السينمائية، والممثل جورج سكوت رفض تسلم أوسكار أفضل ممثل لعام 1970 عن فيلم Patton لرفضه مبدأ الدخول في المنافسة مع زملائه الممثلين على جائزة، كما رفض الممثل مارلون براندوا تسلم أوسكار أفضل ممثل لعام 1972 عن فيلم The Godfather معللا ذلك بسبب التمييز الذي تمارسه الولايات المتحدة عموما، وهوليوود على وجه الخصوص، ضد السكان الأصليين لأمريكا، الهنود الحمر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق