الجمعة، 24 يوليو 2009

آيا صوفيا


مسجد آيا صوفيا، أو الحاجة صوفيا كما يحلو للأتراك أن يطلقوا عليه، واحد من أهم العجائب المعمارية الرائعة التصميم في العالم، ويعد أبرز المعالم السياحية في مدينة اسطنبول التركية. يعد شاهدا على حقبة زمنية مهمة في التاريخ التركي، تعود لأكثر من 1000 عام، وهي الفترة نفسها التي كانت فيها تركيا خاضعة للحكم البيزنطي. كان مسجد آيا صوفيا في بادئ الأمر كنيسة بناها الإمبراطور البيزنطي جوستنيان عام 326، دمر الزلزال جدران وأعمدة الكنيسة عدة مرات، حتى أمرت القديسة هيلانا زوجة الإمبراطور الروسي بتشييدها من جديد على نفقتها الخاصة، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول وشارك في بنائها 10 آلاف عامل ومهندس. بنجاح الجيش الإسلامي تحت قيادة السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453في فتح مدينة اسطنبول، تحولت الكنيسة إلى مسجد، تم بناء مآذن في جميع أركانها الخارجية، كما تم وضع هلال أعلى قبتها، وصلى المسلمون فيه صلاة أول جمعة بعد الفتح. على الرغم من تحويل الكنيسة إلى مسجد، حرص المسلمون الأتراك في ذلك الوقت على عدم المساس بصور سيدنا عيسى وأمه مريم عليهما السلام، الموضوعة في أماكن بارزة داخل البناء حتى أن الجدران الداخلية والحوائط الجانبية البعيدة عن اتجاه القبلة لا زالت حتى اليوم تحوي النقوش، والصور، والكتابات المرتبطة بالديانة المسيحية. آيا صوفيا، عبارة عن مبنى ضخم مربع الشكل، مرتفع الجدران والأعمدة، تبلغ مساحته حوالي 5544 مترا مربعا، تتوسطه قبة ضخمة مركزية ترتفع عن الأرض بحوالي 56 مترا، ويبلغ قطرها 31 مترا تقريبا، وتنتشر حولها 40 نافذة، وتحيط بها مجموعة من القباب الصغيرة، كما ترتفع أربع مآذن مختلفة الأشكال في زوايا المسجد الأربع. يستند البناء على أعمدة مغطاة بأفضل أنواع الرخام الذي تم جلبه من جميع أنحاء العالم. أثرت فخامة تصميم وزخارف آيا صوفيا في هيكل الطراز المعماري لجميع المساجد التي تم بناؤها في تركيا بعد الفتح الإسلامي مثل مسجد السليمي، والسلطان أحمد، والمسجد الجديد، إنه بناء شامخ عتيق تشعر حين تراه للمرة الأولى أنك داخل مدينة صغيرة في البرتغال أو أسبانيا.

ليست هناك تعليقات: