الأربعاء، 22 أبريل 2009

حدائق بابل المعلقة


بابل أو بابليون كما أطلق عليها قديما هي مدينة عراقية قديمة، اتخذها البابليون الذين حكموا العراق منذ عام 1792 قبل الميلاد عاصمة لهم، شهدت البلاد خلال فترة حكمهم التي تعاقبت على مدى ثلاثة قرون متتالية، أوج عظمتها وازدهارها في جميع المجالات، حيث حرص جميع ملوك بابل والذين بلغ عددهم 11 ملكا على الاهتمام ببناء المدينة بشكل مميز، فأحاطوها بالأسوار العالية التي تضم المعابد والمباني الفخمة، مثل معبد إيزاجيلا وبوابة عشتار التي تعد الثر الوحيد الباقي من تلك المدينة العتيقة. هذا بالإضافة للحدائق المعلقة التي كانت إحدى العجائب الفنية البديعة، التي لم تجد أعمال تنقيب علماء الآثار والحفريات أي أثر لها. تم بناء تلك الحدائق عام 600 قبل الميلاد في عهد أحد الحكام البابليون وكان يدعى نبوخذ نصر إكراما لزوجته الملكة سمير أميس ابنة أمير ميديا، وهي دولة قديمة كانت تقع فوق جبال كردستان، عندما أحس بشوقها للحدائق الخضراء في وطنها، فقرر تحدي الطبيعة بإنبات واحة نباتية وسط تلك الصحراء القاحلة. تم تنفيذ تلك الحدائق على مسطحات من مستويات مختلفة، اتخذت شكلا هرميا، فظهرت وكأنها معلقة. كما تم استخدام نوع نفيس ونادر من الرخام والحجر، لبناء المسطحات التي نبت فوقها النبات، بلغ ارتفاعها أكثر من 92 مترا، كما شيدت في أعلى سطحها خزانات مياه ضخمة لري الأزهار والأشجار المزروعة، التي تم جمع شتلاتها من جميع بقاع الأرض، حيث اشتملت على جميع أنواع الخضروات، والفواكه، والزهور، والأشجار، لهذا كانت مثمرة طوال العام لوفرة النباتات، والفواكه الشتوية والصيفية على مدار العام. أهم عجائب تلك الحدائق نظام الري، الذي كان يعتمد على رفع المياه من نهري دجلة والفرات، إلى أعلى جزء بالحديقة، ومنها ينساب من المستوى الأعلى إلى الأسفل الذي يليه، وهكذا.

ليست هناك تعليقات: