اتخذ الملك اليوناني القديم موزول عام 337 قبل الميلاد من مدينة هليكارناسوس عاصمة لمملكته كاريا التي تقع جنوب غرب الأناضول تركيا حاليا، تمتع هذا الملك بشهرة واسعة في عصره حيث كان ميالا لحياة البذخ والترف، مما دفعه لأن يشيد لنفسه وهو على قيد الحياة ضريحا فخما يتناسب مع مكانته، والذي سرعان ما اعتبر من عجائب الدنيا السبع القديمة لضخامته، ونقوشه الباهظة التكاليف، وزخارفه التي تتسم بالبذخ والعظمة، أطلق على هذا البناء في ذلك الوقت الموزوليوم. وفي العصر الروماني أصبحت كلمة موزول لفظا عاما يعني أي المقبرة ضخمة، حتى أن تلك الكلمة أيضا أصبحت ترجمتها بالعربية في العصر الحالي ضريح، حيث تطلق على أي مقبرة ذات تصميمات معمارية فخمة. يذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن زوجة الملك موزول التي كانت تدعى آرتميس هي التي شيدت لزوجها الضريح بعد وفاته. كان الضريح الذي لم يتبق منه شيئ اليوم، عبارة عن بناء مستطيل الشكل، ارتفاعه الكلي يبلغ حوالي 45 مترا، يتكون من ثلاثة أجزاء، المستوى السفلي منه عبارة عن قاعدة ضخمة من الرخام الأبيض، يليه المستوى الثاني الذي يوجد به حوالي 36 عمودا، موزعة على جميع أجزاء البناء، تحمل تلك الأعمدة سقفا على شكل هرم مدرج، تعلوه عربة فاخرة ذات أربعة جياد. ما يميز الضريح الأعجوبة النقوش البارزة، والزخارف المنحوتة والتماثيل المتفاوتة الأحجام على الأعمدة، وجميع أركان الضريح، التي كانت تحكي قصصا مصورة لبعض المعارك الأسطورية، كما كان يوجد بقاعدته دهليز يؤدي إلى غرفة بها الكثير من الكنوز والتحف الذهبية، كذلك كانت رفاة وعظام موزول التي تم حرقها طبقا للطقوس اليونانية، ملفوفة في قماش مطرز بالذهب، موضوع داخل تابوت من الرخام الأبيض الفاخر. هليكارناسوس هي مدينة بودروم الحالية، الموجودة في غرب تركيا، يوجد الآن مسجد في نفس المنطقة التي كان يوجد بها الضريح.
الجمعة، 1 مايو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق