عيد ميلاد كنفوشيوس

الكنفوشية مدرسة فلسفية رائدة سادت في الصين القديمة، وهي عبارة عن تعاليم اجتماعية وأخلاقية وسياسية، وضعها الحكيم الصيني كنفوشيوس. وتتلخص تعاليم الكنفوشية في العمل الخير وتحقيق العدالة واحترام الآباء والأمهات والوفاء والحكمة، وهي ما زالت تتبع في بعض الدول الآسيوية مثل الصين وتايوان. تتم الاحتفالات بعيد ميلاد كنفوشيوس في 28 سبتمبر من كل عام، وتجري داخل وخارج المعابد التي شيدت من أجل هذا الحكيم الصيني، حيث يتم التأمل في تعاليمه، وخاصة في جزيرة هونج كونج. وتعد هذه المعابد بمثابة مدارس لتدريس تعاليم كنفوشيوس، وتعريف الأجيال الجديدة بها. تبدأ الاحتفالات بارتداء كاهنات المعابد ملابس بيضاء مع وضع بعض أفرع الأشجار فوق رؤوسهن كرمز للخير. أما الكهنة فإنهم يرتدون ملابس حمراء وقبعات ذات حواف ذهبية، وتعلق بالونات من الأوراق الملونة على أبواب المعابد وأمام المنازل وفي داخلها، وتأخذ الموسيقى في العزف، ويبدأ الكهنة والكاهنات في الغناء بالأناشيد التي تمجد الحكيم الصيني وتعاليمه، ثم يسيرون في دوائر داخل وخارج المعابد. وفي الصين، يعد عيد ميلاد كنفوشيوس، أحد الأعياد القومية ومن العادات والتقاليد الراسخة منذ القدم وحتى الآن. كما يطلق على هذا الاحتفال أيضا اليوم القومي للمدارس، إذ أن هذا الحكيم الصيني كان أول من نادى، بأن يكون التعليم والمعرفة حقا لكل مواطن وليس حكرا على الطبقة الراقية فقط. وفي يوم28 سبتمبر من كل عام، يسير ملايين الطلبة والطالبات، وهم يحملون الزهور، في مواكب ضخمة تجوب شوارع المدن الرئيسية، وتنتهي بالمدارس بمختلف مستوياتها، حيث يقدمون الزهور لمدرسيهم في احتفالات تتسم بالاحترام الشديد والعرفان بالجميل، لما يبذلونه من جهد في تعليمهم طوال العام. وتلقى في هذه الاحتفالات الخطب التي تتناول تعاليم كنفوشيوس، ومدى أهميتها في الحياة الصينيين.