دخل بهلول يوما إلى دار الحكومة في الكوفة ، فجلس على مسند الوالي و أخذ يقلد الوالي في افعاله , فلما رآه الحرس و الحجاب ضحكوا عليه ، ثم ادركوا ان الوالي لو دخل عليهم و وجد بهلول جالسا على مسنده سوف يبدل ضحكهم إلى بكاء ، لذا هرعوا إلى بهلول - بعد أن نصحوع أن ينزل من مسند الوالي فمتنع - و أخذوا يضربونه حتى أنزلوه .
ذهب بهلول إلى زاوية من القصر و صار يبكي ، و في هذه الأثناء دخل الوالي فرأى أن وضع القصر غير و طبيعي ، ، سأل رئيس الحرس و قال : " ما الذي حدث ؟ "
قال رئيس الحرس - بعد أن انحنى تعظيما للوالي - : " سيدي ، إن بهلولا جلس على مسند الوالي ، فلما وعظناه بالنزول عنه امتنع ، ثم اضطرنا إلى ضربه " .
ذهب الوالي إلى بهلول فوجده يبكي ، قال له : " عليك بالصبر ، فإن الذي يعمل عملا مخالفا للقانون عليه أن يوطن نفسه لمثل ذلك " .
قال بهلول : " ايها الوالي إني لا أبكي على نفسي " .
تعجب الوالي لذلك و قال : " فما السبب في بكائك ؟ "
قال بهلول " إني جلست على مسندك دقائق فنزل بي من العذاب ما ترى , فكيف بك و قد جلست عليه سنوات ، فإنه لا يعلم ما ينزل بك من العذاب إلا الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق