الزبابة

على الرغم من التشابه الكبير في الشكل الخارجي العام بين حيوان الزبابة والفأر، إلا أنه لا توجد بينهما أي صلة قرابة، حيث ينتمي الزبابة لعائلة آكلات الحشرات، بينما يعد الفأر أحد أعضاء عائلة القوارض. تشير بعض الدراسات إلى أن الزبابة من الحيوانات التي تم اكتشاف وجودها على سطح الأرض منذ ملايين السنين، وأنها ربما شهدت عصر الديناصورات. الزبابة هو أصغر أعضاء عائلته، حيث يبلغ طوله من الرأس إلى الذيل حوالي 13 سنتيمترا، ويتراوح وزنه بين 15 و30 جراما، كما أنها المجموعة الأكبر عددا في عائلة آكلات الحشرات، حيث توجد أعداد كبيرة منها في معظم أنحاء العالم، مثل استراليا، نيوزيلندا، جرينلاند، وجميع أنحاء أوروبا ما عدا إيرلندا، وهناك نوع واحد منها فقط يعيش في أفريقيا. أهم ما يميز شكلها ذلك الخطم أو الأنف الطويل ذو الحافة المدببة، التي تشبه الخرطوم، الذي يصدر باستمرار حركات انتفاضية متتابعة، كما يغطي جسمها فراء بني أو رمادي ناعم، تليه طبقة سميكة من الجلد تتخللها غدد ذات طبيعة خاصة تصدر باستمرار رائحة قوية نفاذة، تجعل طعمها مر المذاق، ورائحتها كريهة، لذلك تنفر منها جميع الحيوانات ولا تفكر في مهاجمتها، ما عدا طيور البوم التي تعد الزبابة طعامها المفضل. تعيش الزبابة متجولة ليلا ونهارا تحت أوراق النباتات والأعشاب القصيرة، للبحث عن وجبتها المفضلة من الحشرات كالعناكب والديدان والخنافس، ولأنها نشطة وكثيرة الحركة تحتاج باستمرار لطاقة متجددة تستمدها من كميات كبيرة من الطعام تفوق مقاييس حجمها ووزنها. عادة ما تبني هذه الحيوانات أعشاشها تحت أوراق الشجر المتناثرة على الأرض أو بين الأعشاب، لأنها لا تستطيع الحفر كالفئران، ولكنها تعيش أحيانا في أنفاق الفئران المهجورة. تعيش بعض أنواعها على الأرض فقط، بعيدا عن الماء مثل زبابة الفيل التي تستوطن غابات أفريقيا العشبية، وتعد أكبر أنواع الزبابة، حيث يمكن أن يصل طولها لحجم القطة الصغيرة، كما تتميز بأنفها الطويل المغطى بشعر متحرك يتمتع بحاسة شم قوية. هناك أنواع أخرى برمائية مثل زبابة المتوسط، التي لا يتعدى طولها 5 سنتيمترات، وتتغذى بصفة رئيسية على الأسماك والقواقع بجانب الحشرات، وتوجد أيضا أنواع تعيش على الأشجار فقط وتنتشر في أنحاء متفرقة من الهند، تايلند، والفلبين وتتميز بمخالبها الطويلة المعقوفة التي تساعدها على التسلق الأشجار. بعد فترة حمل حوالي شهرين تضع الأنثى صغيرا واحدا تنعدم لديه الحواس البصرية والشمية، لذلك يلتصق بأمه لبضعة أسابيع إلى أن تتطور تلك الحواس فيتحرك منفردا للبحث عن حشراته بنفسه. تعد الزبابة حيوانات منعزلة لا تفضل حياة المجموعات، كما أنها حيوانات قصيرة العمر لا تعيش أكثر من عام واحد فقط.