استعد البلجيكي ( بيبر كوليفورد ) للمقابلة الوظيفية التي تنتظره غدًا لوظيفة مساعدطبيب أسنان في بروكسل .
جرب إرتداء قميصه السماوي للمره
الحادية عشر الذي أشتراه خصيصا لهذه
المقابلة ! إستيقظ مُبكرًا جدًا ، جاهزًا للمقابلة بحث عن محفظته التي يضع فيها بطاقته و نقوده ، لكن لم يجدها ! قلب الغرفة رأسًا على عقب لكن ، دون جدوى !
فتش عنها في كل مكان بلا نتيجة ! كان الوقت يمر سريعًا جدًا جدًا . كانت المره الوحيدة التي فكر فيها تحطيم ساعته التي ورثها من عمّه ، ليضع حدًا لنزيف الوقت
لم يبقى على موعده سوى ساعة فقط
والحافلة التي سنتقله تحتاج إلى 40 دقيقة
كان في حيرّه ؟ هل يواصل البحث أم
يذهب ! لو واصل البحث لن يدخل المقابلة لتأخره و لو ذهب ، لن يدخل فلا يحمل إثباتًا لهويته .
قرر أن يذهب لكن الحافلة تأخرت أكثر
من نصف ساعة !!!
ووصل إلى الموعد متأخرا ربع ساعة .
وجد موظف يقول له : لن تحصل على
هذه الوظيفة ، من ﻻ يحترم الوقت لن يجد من يحترمه . و أخرجه !
خرج و الدموع تحتشد في محاجره .
عاد إلى منزله يجر أذيال الخيبة ، فأضطر إلى قبول عرض آخر تلقاه لشغل وظيفة في إستديو للرسم ، وافق لتسديد إلتزاماته المادية . لم يكن العرض مغريًا الدوام طويل و الراتب زهيد !
لكن بيبر وجد نفسه في اﻻستديو ، رجع
إلى هواية الرسم الذي أبتعد عنها
عمل مع رسامين مُبدعين في مجلة
لرسوم الأطفال و حقق نجاحًا
كبيرًا ! و عُرف بإسم ( بيبو )
في سلسة ( جون وبيوت ) الكوميدية
ظهرت شخصية كارتونية إبتكرها بإسم
( السنافر ) حققت الشخصية نجاحًا
مدويًا ، انتقلت من عالم الورق إلى
التلفزيون ، و من ثم إلى السينما !
منذُ عام 1958 و حتى اللحظة
باتت السنافر في كل مكان و بكل اللغات تهتف لها قلوب الصغار و الكبار !
تخيلو لو وجد ( بيبو ) محفظته في الوقت المناسب لرُبما أصبح مساعد طبيب أسنان مغمور ! سيموت و لن يعلم عن موته أحد ! لكنه مات عام 1992 حيث أتشحت الصحف البلجيكية السواد ، تعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء و القياديين !
إن ما حدث ﻟ بيبر مع وظيفة مساعد طبيب أسنان قد يحدث مع أي منّا دون أن ندري ، قد نخسر فرصة نتطلع إليها . وﻻ نعلم أن الخير يكمن في تركها
نتألم كثيرًا لإهدارنا فُرصة غير مدركين
أن الغد أكثر إشراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق