هناك سِرٌ بسيط عن ذلك المليونير
الذي أودع في سجن ما على جزيرة
نائية تمهيداً لإعدامہ لجريمة قتل
قام بها .
حسناً ~ لأنه مليونير فقد قرر
رشوة حارس السجن ليتم تهريبہ
من جزيرة السجن بأي طريقة
وأي ثمن !
أخبره الحارس أن الحراسة مشددة
جداً وأنہ لا يغادر الجزيرة أحد إلا في
حالة واحدة وهي *الموت*
ولكن إغراء الملايين الموعودة
جعل حارس السجن يبتدع طريقة
غريبة لكن لابأس بها للهرب
وأخبر المليونير السجين بها
وهي كالتالي :
*إسمع ، الشيء الوحيد الذي
يخرج من جزيرة السجن بلا حراسة
هي توابيت الموتى .. يضعونها على
سفينة وتنقل مع بعض الحراس إلى
اليابسة ليتم دفنها بالمقابر هناك
بسرعة وطقوس بسيطة ثم يرجعون !
التوابيت تنقل يومياً في العاشرة
صباحاً في حالة وجود موتى .
الحل الوحيد هو أن تلقي بنفسك في
أحد التوابيت مع الميت الذي بالداخل
وحين تصل اليابسة ويتم دفن التابوت
سآخذ هذا اليوم إجازة طارئة وآتي
بعد نصف ساعة لإخراجك
بعدها تعطيني ما اتفقنا عليہ وأرجع
أنا للسجن وتختفي أنت وسيظل
اختفاؤك لغزاً وهذا لن يهم كلينا ~
ما رأيك ؟*
طبعاً فكر صاحبنا أن الخطة عبارة عن مجازفة مجنونہ ، لكنها تظل أفضل من
الإعدام بالكرسي الكهربائي
وافق المجرم واتفقا على أن يتسلل
لدار التوابيت ويرمي نفسہ في أول
تابوت من على اليسار غداً ..هذا
إن كان محظوظاً وحدثت حالة وفاة !
في اليوم التالي ومع فسحة المساجين
الاعتيادية ~ توجہ المجرم إلى دار
التوابيت و لحسن حظہ وجد تابوتين !
أصابہ الهلع من فكرة الرقود فوق
ميت لمدة ساعة تقريباً .. لكن مرة
هي *غريزة البقاء*
لذلك فتح التابوت ورمى نفسه مغمضاً
عينيہ حتى لايصاب بالرعب ~
أغلق التابوت بإحكام وانتظر حتى سمع
صوت الحراس يهمون بنقل التوابيت
لسطح السفينة .. شمّ رائحة البحر
وهو في التابوت وأحس بحركة السفينة
فوق الماء حتى وصلوا اليابسة .
ثم شعر بحركة التابوت وتعليق أحد
الحراس عن ثقل هذا الميت الغريب !
شعر بتوتر تلاشى هذا التوتر عندما سمع
حارساً آخر يطلق سبة ويتحدث عن هؤلاء
المساجين ذوي السمنه الزائدة ~
فارتاح قليلاً .. وهاهو الآن يشعر بنزولا
لتابوت وصوت الرمال تتبعثر على غطائہ
وثرثرة الحراس بدأت تخفت شيئا فشيئاً
هو الآن وحيد مدفون على عمق ٣ أمتار
مع جثة رجل غريب وظلامٍ حالك والتّنفس
يصبح صعباً أكثر فأكثر مع كل دقيقة تمر !
لابأس~ هو لايثق بذلك الحارس
ولكن يثق بحبة للملايين الموعودة
هذا مؤكد !
انتظر .. حاول السيطرة على تنفسہ
حتى لا يستهلك الأكسجين بسرعة
فأمامہ نصف ساعة تقريباً قبل أن يأتي
الحارس لإخراجة بعد أن تهدأ الأمور .
وبعد ٢٠ دقيقة تقريباً بدأ التنفس
يتسارع ويضيق ، الحرارة خانقة
لابأس عشرة دقائق تقريباً بعدها سيتنفس
الحرية ويرى النور مرة أخرى
بعد لحظات بدأ يسعل .. ومرت ١٠ دقائق
أخرى ! الأكسجين على وشك الإنتهاء
وذلك الغبي لم يأتِ بعد
سمع صوتاً بعيداً جداً فتسارع نبضہ
لا بد أنہ الحارس أخيراً ! لكن الصوت
تلاشى ~ شعر بنوبة من الهستيريا
تجتاحہ .. ترى هل تحركت الجثة ؟
صور لہ خيالہ أن الميت يبتسم بسخرية
تذكر أنہ يمتلك ولاعة في جيبہ .. ربما
الوقت لم يحن بعد ولكن رعبہ هيأ
لہ أن الوقت مر بسرعة
أخرج الولاعة ليتأكد من ساعة يده ، لابد
أنہ لازال هناك وقت !
قدح الولاعة و خرج بعض النور لحسن
حظہ رغم قلة الأكسجين ، قرّب الشعلة
من الساعة .. لقد مرت أكثر من
٤٥ دقيقة ! هو الهلع إذاً ~
وقبل أن يطفىء الولاعة خطر لہ أن
يرى وجہ الميت .. إلتفت برعب وقرب
القداحة .. ليرى آخر ما كان يتوقعہ
في الحياة : وجه الحارس ذاته !
والوحيد الذي يعلم أنہُ هنا في تابوت
تحت ثلاثة أمتار
*النهاية*
مختصره للكاتب #هتشكوك ♡
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق