السبت، 14 أغسطس 2010
احتفال السن المقدسة
ما أكثر الاحتفالات في سريلانكا. جزيرة بجنوب الهند. خاصة في فصل الصيف، ولعل أهمها ذلك الاحتفال الذي يقيمه المؤمنون بالبوذية، في شهر يوليو من كل عام. والبوذية نظام فلسفي أخلاقي أسسه بوذا، ويعني بإنكار الذات وضبط العواطف والتغلب على الرغبات الشريرة التي تسبب الألم، والتأمل والتعقل. ويطلق على هذا الاحتفال احتفال السن المقدسة. الذي يستمر لعشرة أيام. إذ إنهم يعتقدون بأن أحد أسنان الحكيم بوذا مازالت موجودة في معبد بوسط العاصمة كولمبو. في احتفال السن المقدسة تشتعل شوارع أهم مدن سريلانكا بالأضواء، وتسير فيها مواكب طويلة من الشباب الذين يعتقدون أنه بتعذيب أجسامهم سوف تصبح أرواحهم نقية، ومن ثم يكونون أكثر قدرة على التأمل في تعاليم بوذا. لهذا فإنهم يسيرون نصف عرايا في صفوف طويلة، وهناك مسامير ضخمة منحنية وحادة تخترق جلد ظهورهم، بينما يمسك شباب آخرين بحبال طويلة تتصل بهذه المسامير، وتبدو كل واحدة منها مثل صنارة الأسماك. يشمل الموكب أيضا، قاذفي اللهب، وهم عدد من المشعوذين الذين يملأون أفواههم بالكيروسين ثم ينفثونه عاليا بقوة على شعلة نيران يمسكونها بأيديهم، فنتيجة احتراق رذاذ الكيروسين، ينشأ لهب على شكل عمود نار في الهواء، سرعان ما ينطفئ. ويسير في مواكب الاحتفال بالسن المقدسة كذلك، عدد كبير من الفيلة، التي تم طلاؤها بالألوان البراقة، وضعت على رؤوسها وظهورها الأقمشة السميكة المزركشة. وإلى جانب كل هذا، العديد من الراقصين والموسيقيين، خاصة عازفي المزامير والأبواق وقارعي الطبول وحفاة الأقدام الذين يسيرون فوق جمرات ملتهبة، والغريب أن هذا الاحتفال يقام سنويا منذ عام 300 ميلادية وحتى الوقت الحاضر. يأتي إلى سريلانكا في كل عام آلاف من السائحين إلى المعبد الذهبي، لرؤية السن المقدسة للحكيم بوذا، التي توضع في علبة. على شكل قارورة. من الذهب الخالص مغطاة بالزمرد، وترتكز على تمثال فيل مصنوع بالكامل من الزمرد أيضا. ولكن ما حكاية هذه السن المقدسة؟ يقال أن سن بوذا قد أحضرتها إلى سريلانكا في القرن الثالث الميلادي، إحدى الأميرات. التي عثرت عليها داخل قارورة أثرية بجانب إحدى البحيرات في الهند. بعد أن خبأتها في ضفيرة شعرها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق