وقف بهلول يوما في ساحة بغداد فاجتمع حوله خلق كثير ثم صعد على مرتفع هناك ، و قال : " أيها الناس ، هل تعلمون ما الذي أريد أن اكلمكم به ؟ " .
أجابوه جميعا بصوت واحد : " كلا ، لا نعلم ذلك " .
قال بهلول : " ماذا أقول لكم و أنتم لا تعلمون ؟ " ثم نزل ز انصرف .
و في اليوم التالي ذهب إلى نفس المكان و صعد على المرتفع فاجتمع حوله الناس ، فقال : " أيها الناس ، هل تعلمون مالذي أريد أن أقول لكم ؟ " .
أراد الحاضرون أن لا يجيبوه بجواب اليوم الأول ، فقالوا : " نعم ، نعلم ماذا تريد أن تقول " .
فقال لهم : " إن كنتم تعلمون ذلك ، فما الحاجة إلى قولي ، و ماذا أقول لكم ؟ " .
ثم نزل و انصرف .
و في اليوم الثالث اجتمع حوله الناس و صعد فيهم ، ثم قال : " هل تعلمون اليوم ماذا أريد أن أقول لكم ؟ " .
انقسم الحاضرون - بعد مشورة بينهم - إلى فريقين ، فريق قال : " نعلم ماذا تريد أن تقول " و فريق آخر قال : " لا نعلم " .
قال بهلول : " حسنا , فليخبر الذين يعلمون ماذا أريد أن أقول للذين لا يعلمون " .
ثم نزل و شق طريقه منصرفا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق