يُعد الراي واحدا ً من الأسماك المتميزة في عالم البحار ، يستوطن قاع البحار الاستوائية والمعتدلة المجودة في مختلف أنحاء العالم ، بالإضافة إلى بعض أجزاء الخليج العربي.
هناك أكثر من 100 نوع من الراي ، أشهرها ( الراي اللــّـساع ) الذي اكتسب ذلك الاسم ، بسبب كمية السم المتمركزة في ذيله الطويل الذي ينتهي بشوكة صلبة ، تتركز فيها كمية مناسبة من السم يستخدمها كوسيلة للدفاع عن نفسه ، عند تعرضه لأي تهديد أو خطر ، يقوم بتحريك ذيله والضرب به في جميع الاتجاهات ، حيث تبرز الشوكة وتكون جاهزة للسع من يقترب منها. على الرغم من صلابة الشوكة إلا أن الذيل يتسم بمرونة فائقة تؤهله لتحريكه في أي اتجاه.
يتراوح طول الراي اللساع من 30 سنتيمترا ً ، ليصل طول بعض الأسماك منه حتى أربعة أمتار ، كما يزن بين 750 جراما ً و 340 كيلو جراما ً ، وهو يفضل العيش في المياه الضحلة ، حيث يقضي معظم حياته مدفونا ً بصورة جزئية في الطين أو الرمل الناعم المتمركز في قاع البحر ، فلا يُرى منه إلا العينان والذيل فقط.
تتغذى أسماك الراي اللساع بصورة أساسية على الديدان البحرية ، والرخويات كالمحار ، بفضل امتلاكها أسنانا ً صلبة تمكنها من اختراق صدفة المحار الصلبة ، أما الأسماك الكبيرة منه فتفضل البحث عن الأسماك الميتة. لسعة الراي مميتة حتى للإنسان الذي قد لا ينتبه لوجود السمكة ، وهي مدفونة في الرمال ، فيتعرض أي جزء من جسمه لشوكتها اللاسعة ، مما يُسبب جروحا ً والتهابات خطيرة ، تؤدي للوفاة إذا لم تتم معالجتها على الفور.
( الراي ذو العباءة ) يُعد أيضا ً من أنواع ( الراي ) المميزة في الشكل ، نظرا ً لزوج الزعانف الكبيرة الموجودة على جانبي الرأس ، والتي تشبه المجاديف المرنة الكبيرة ، وهو يستخدمها كقنوات لتمرير الطعام إلى فمه الواسع الخالي من الأسنان.
تعيش الأسماك الكبيرة من ذلك النوع بصورة منعزلة ، أما الصغيرة منه فتعيش في مجموعات تتكون من خمس أو ست أسماك ، وهو يستوطن مياه المحيطات كالهندي ، والهادئ ، والأطلنطي ، حيث يعيش على الساحل أو في الداخل.
يمتد موسم التزاوج على مدار العام ، ومع ذلك تضع الأنثى بيضة واحدة فقط ، وتقوم بحضانة البيض داخل جسمها حتى يكون جاهزا ً للفقس ، لذلك تضع صغارها بطريقة تشبه الولادة الموجودة لدى الثدييات. يزن الصغير عند الولادة حوالي 13 كيلو جراما ً. يُطلق على هذا النوع أحيانا ً ( شيطان البحر ) لطريقته المخيفة بالهجوم على المراكب الصغيرة ، حيث يلتف حولها ببطء ، مما يؤدي أحيانا ً إلى إتلافها أو تدميرها ، كما تقوم الأنثى أحيانا ً بالقفز خارج الماء لتساعد نفسها على وضع الصغار بعد خروجهم من البيض.
الجمعة، 18 مارس 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق