الأربعاء، 8 يناير 2014

العين

العين هي النافذة التي نرى من خلالها العالم. وهي تعمل من خلال تجميع الضوء المنعكس عن الأجسام حولها أو المشهد الذي ننظر إليه فيمر الضوء من خلال القزحية التي تضم حدقة العين أو البؤبؤ الذي يتسع أو يضيق وفقا لكمية الضوء المتوفرة فينكسر الضوء عبر القرنية وهي عنصر التركيز الرئيسي للعين فتسلط الضوء على شبكية العين وهي عبارة عن غشاء حساس للضوء يبطن الحائط الخلفي للعين وتتفاعل الشبكية مع الضوء الساقط عليها لتحوله إلى معلومات ترسل إلى مخ الإنسان الذي بدوره يعمل على ترجمة هذه المعلومات وتحويلها إلى الصورة التي نراها أمامنا. يعاني الكثير من الناس من مشاكل في النظر تحرمهم الرؤية السليمة وتلزمهم بارتداء النظارات مدى الحياة وعادةً ما تبدأ هذه المشاكل في الصِغر وتزداد تدريجًا لتستقر مع اكتمال النمو عند سن الثامنة عشرة ولعل أكثرها انتشارًا هي مشكلة قصر النظر وطول النظر وعلاجهما هو ارتداء نظارة طبية أو عدسات لاصقة.. يعاني المصاب بقصر النظر من عدم القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح وكلما زادت درجة قصر النظر يقل الوضوح وتزداد سماكة العدسة المستخدمة في النظارة بينما في حالات أخرى يسبب صغر حجم العين عن المعدل الطبيعي مشكلة طول النظر فالصورة التي تتكون من الضوء المنعكس عن سطح الأجسام حولنا بعد مرورها من القرنية والعدسة تتكون خلف الشبكية وليس عليها وبالتالي فإن الصورة تكون غير واضحة ولابد من تصحيحها بالنظارة أو العدسة اللاصقة. النظارة الطبيعية، وسيلة جيدة لحل مشاكل طول أو قصر النظر، لكن البعض لا يفضل استخدامها. لهذا
يلجئون لاستخدام العدسة اللاصقة ، وهي عدسة اصطناعية رقيقة توضع على سطح العين ، وعلى الرغم من سهولة استخدامها إلا انه تتطلب عناية شديدة ، ولا بد لمرتديها من الحفاظ على نظافتها وتغييرها بصفة دورية منعا للالتهابات . أما آخر صيحة في علاج طول أو قصر النضر ، فهو (( الليزك )) اكتشفت هذه التقنية بواسطة العالم (( خوسيه باراكوير )) عام 1960عندما طور آلة التشريط لقطع جزء من القرنية وتعديل شكلها ، ثم طورها العالم (( سرينيفازان )) عام 1981 ، وبعد العديد من التجارب تطورت تقنية (( الليزك ))
أكثر على يد العالم الايطالي (( لوسيو بوراتو )) والعالم اليوناني (( أيونيس باليكاريس )) عام 1991 لتصبح أكثر دقة ، أما أول عملية (( ليزك )) فقد تمت في عام 1991 بواسطة العالمين الأمريكيين ((ستيفن برينت )) و (( ستيفن سلايد )) . تعمل تقنية (( الليزك )) باستخدام أشعة (( الاكسيمر الليزر )) ذات الموجة فوق البنفسجية ، لتعديل سطح القرنية وتغيير القوة الانكسارية بها ليتمكن المريض من الرؤية بشكل سليم . عين الإنسان تطرف عادة مرة كل خمس ثوان، واذا اعتبرنا أن الإنسان يظل مستيقظا 16 ساعة في اليوم، يصبح معدل طرف عينيه نحو 11500 مرة في اليوم، أي 4،2 مليون مرة في السنة. طرفة العين حركة لاإرادية، يقوم بها الإنسان من دون أي وعي حقيقي، وهي مهمة جدا للحفاظ على سلامة العين. تعمل الشعيرات المتصلة بالجفن على التقاط الغبار لتمنعه من دخول العين والتسبب في الإحمرار والحكة، وعندما نتعرض لأحوال جوية سيئة فإن جفن العين ينزل تلقائيا ويحميها من دخول أية مادة غريبة، بينما تعمل الرموش على إزاحة نقاط المطر أو العرق. أما الوظيفة الأساسية التي تلعبها حركة طرف العين التلقائية، فهي تزويد العيون بالسائل الذي تفرزه الغدة الدمعية، وفي كل مرة تطرف فيها العين تقوم الجفون بأخذ القليل من السائل، أو ما نطلق عليه الدموع وتغطي به سطح العين لتمنع جفافها. تلعب ذاكرتنا دورا كبيرا في رؤيتنا للأشياء والتمييز بين الألوان، فمن ولد مبصرا وفقد بصره في إحدى المراحل العمرية، باستطاعته رؤية كل ما كان يبصره في السابق بخياله، ويستطيع أن يرسم بخياله صورة لما يحيط به أو لمن يتحدث معه. أما الألوان فإنه سيرى كل ما تمكن من الاحتفاظ به منها في ذاكرته، ويعتمد ذلك على عمر الشخص، وأهمية تلك الألوان بالنسبة له، ودقة ملاحظاته، وقوة ذاكرته، والأحداث المرتبطة بتلك الألوان. أما الأشخاص، أو الأشياء التي يتعرف عليها بعد فقده لبصره، فإنه لا يراها إلا إذا أنعم الله تعالى عليه بخيال قوي، يستطيع من خلاله أن يرسم صورة لما يحيط به، بينما الإنسان الذي ولد كفيفا، فإنه لا يتمكن من الرؤية حتى أثناء المنام، لهذا يعتمد في رؤياه على بقية حواسه وينميها، ليتعرف من خلالها على الأشياء من حوله. لكل منا مواصفات خاصة، تتكون وهو لايزال جنينا في بطن أمه، إحدى هذه المواصفات هي لون العينين. شكل ومواصفات الجنين مجموعة الجينات المورثة التي تحملها خلايا الجسم، ويبلغ عددها 46 جينا، نصف هذه الجينات يتورثها الجنين عن أبيه والنصف الآخر عن أمه، وبعض هذه الجينات تحدد لون العين. على الرغم من هذا فقد وجد العلماء أن كل العيون تحتوي جينات تحدد العين بلون أزرق، لكن بعض الناس لديهم أيضا خلايا بألوان أخرى، لذا قد تظهر عيونهم خضراء أو بنية أو رمادية، ولكن هذه لا تنمو بدرجة واضحة قبل بلوغ الطفل سن العامين، لذلك تبدو عيون جميع المواليد بلون أزرق، حتى يتحدد لونها الثابت الذي يرتبط بنمو بقية الخلايا الملونة. مع النمو تكتسب العيون مادة تسمى الميلانين التي ينتجها الجسم كنوع من الأصباغ للجلد والشعر، وكل جزء من الميلانين له لون بني غامق، فإذا اجتمعت هذه الجزيئات بكثافة أصبح لون العين بنيا غامقا. وإذا خفت كثافتها كان اللون بنيا فاتحا، وبنفس الطريقة تكتسب عيون بعض الناس لونها الأزرق، نظرا لأن مادة الميلانين بها خفيفة جدا، لهذا تعكس اللون الأزرق الذي تستمده من انعكاس أشعة الشمس على السماء.

ليست هناك تعليقات: