اعتمد سكان الصحراء قديما ً في غذائهم على التمر ، الذي ساعد على تميزهم بصفات خاصة كقوة البنية ، وطول القامة ، وصحة الجسم الخالي من الأمراض ، لذلك ورد ذكره في الكثير من الأحاديث النبوية التي تـُـعدد فضائله وتحث على الإكثار منه ، كما ورد في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. يتمتع التمر بفائدة صحية وغذائية كبيرة ، خاصة ً في شهر رمضان .. حيث يُعد أفضل غذاء يجب البدء به عند الإفطار ، ليعمل على تقوية المعدة ، التي تكون خالية من الطعام لساعات عديدة ، فيساعد التمر على تهيئتها لاستقبال الطعام. التمر غذاء كافٍ للإنسان لاحتوائه على المواد الغذائية الأساسية ، التي يحتاجها الجسم مثل السكريات ، الأحماض ، البروتينات ، المعادن ، لذلك قيل أن سبع تمرات في اليوم تكفي الإنسان وتغنيه عن تناول شتى أنواع الطعام دون أن يؤثر ذلك على صحته أو مستوى الطاقة التي يحتاجها جسمه للقيام بوظائفه. يحتوي التمر على نسب مرتفعة من فيتامين ( أ ) ، ( ب ) ، ( ب2 ) ، لذلك يُعد غذاءً مفيدا ً لزيادة وزن الأطفال ، تقوية الأعصاب ، حماية الجلد من التشقق ، الأظافر من التكسر ، كما يحفظ بريق ورطوبة العين ، ويجعل البصر ثاقبا ً في الليل فضلا ً عن النهار ، لذلك كان غذاءً رئيسيا ً للطيارين الأمريكيين أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث كانوا يتناولونه قبل قيامهم بالغارات الليلية لمساعدتهم على تمييز الأهداف في الظلام. يعمل التمر على تقوية الأعصاب السمعية ، خاصة ً لدى كبار السن ، كما يرطب الأمعاء ، ينظف الكبد ، يغسل الكلى. يُعد التمر من أغنى الأطعمة بالفوسفور ، حيث تمنح المائة جرام منه حوالي 40 مليجراما ً من ذلك المعدن الهام ، لبناء العظام والأسنان ، وهي نسبة لا توجد في أي فاكهة أخرى. تـُـعد بضع حبات من التمر بديلا ً نافعا ً عن تناول زجاجة كاملة من شراب حديد أو كالسيوم ، لأنهما من المعادن التي توجد في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويمتصه بسرعة ، بينما تعمل تلك الأدوية على تهيج غشاء المعدة. يحتوي التمر على عدة أنواع من السكريات كالجلوكوز ، الليكوز ، السكروز ، لذلك يُعد مصدرا ً قويا ً للطاقة. ما يميز سكريات التمر سرعة امتصاصها وهضمها ، في غضون ساعة أو أقل ، وبذلك يمنح الجسم الحرارة والطاقة اللازمتين للنشاط ، دون اضطرابات هضمية ، ودون خوف من زيادة الوزن لأنه يخلو من المواد الدهنية. على الرغم من احتوائه على نسبة كبيرة من السكريات إلا أنه لا يسبب تسوس الأسنان ، بل يسهم في محاربة التسوس ، بفضل احتوائه على مادة ( الفلور ) الهامة لصحة الأسنان واللثة.
الخميس، 28 أبريل 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق