الأربعاء، 24 فبراير 2010

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق


ولد أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي (1100-1166م)، في سبته الواقعة على بحر الأبيض المتوسط قبالة جبل طارق، وتعلم في قرطبة بالأندلس، وساح في فرنسا وإنجلترا، وآسيا الصغرى وحوض البحر المتوسط، ويعد الإدريسي أشهر جغرافيي العرب والإسلام. استقر في بلاط الملك روجر الثاني في صقلية، وهناك صنع كرة فلكية من الفضة عليها خريطة العالم، لأنه أراد أن يخلد هذه الخريطة لتكون بمناجاة من عوامل التلف. قضى شطرا من حياته في إعداد هذه الخريطة، التي تعتبر الأولى من نوعها، لأنها مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد، والتي لا تختلف اختلافا كبيرا عما هو معروف في عصرنا الحديث. تمثل خريطة الإدريسي القسم المعمور من الكرة الأرضية، وهو النصف الشمالي، ويشمل العالم القديم، أي مجموع القارات الثلاث، وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا. يعد كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق أشهر كتبه، إذ ضمنه سبعين خريطة تفصيلية موضحا بها الأقاليم لسبعة، التي هي أساس التقسيم الجغرافي للعالم في العصور الوسطى، ببلادها وأقطارها وخلجانها وبحارها وأنهارها، وقسمها بسب درجات العرض. قال علماء الغرب عن كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق أنه أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإن ما يحتويه من تحديد المسافات والوصف الدقيق، يجعله أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى.

ليست هناك تعليقات: