الأحد، 21 فبراير 2010

عجائب الآثار في التراجم والأخبار


عبد الرحمان بن حسن الجبرتي (1754-1822م)، مؤرخ مصري تنتسب عائلته إلى إقليم جبرت بالحبشة، ولد بالقاهرة وتعلم بالأزهر، كان والده من علمائه، شهد مقدمة الحملة الفرنسية على مصر 1798م وجعله نابليون من كتبه الديوان. من أشهر كتب الجبرتي عجائب الآثار في التراجم والأخبار ومظهر التقديس في زوال دولة الفرنسيس الذي يؤرخ للحملة الفرنسية. كان الجبرتي قد بدأ يجمع مسودات كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار قبل أن يكتبه بالفعل بسنوات طويلة، وهو يؤرخ فيه لمصر في القرن الثامن عشر الميلادي، والربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. اتبع الجبرتي في تأليف هذا الكتاب منهجا علميا دقيقا، فهو يحرص على استشارة المراجع الموثوق بها عند الكتابة عن السنوات التي لم يعشها ولم ير أحداثها، كما ينقل عن المعاصرين ويستعين بالوثائق والآثار والنقوش عند الكتابة. كان يسجل الحوادث في بطاقات استعان بها فيما بعد، عند تنسيق تاريخه وكتاباته في الصورة النهائية، ولا يعني كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار بالأحداث السياسية والتراجم وحسب، بل أنه سجل حافل بألوان الحياة التي كان يعيشها المجتمع المصري في هذين القرنين، فهو لا يقتصر تراجمه على كبار الأعيان والشخصيات البارزة، بل يترجم لكثير من أرباب الحرف والمتصوفة، وفي الأزمات الاقتصادية يذكر الجبرتي أسعار الغلال والحلم واللبن وغيرها، كما يشير إلى الأوبئة ويؤرخ لتعمير المساجد والقصور وإنشاء القناطر والترع. الكتاب على هذا الوضع له أهمية اجتماعية كبيرة، لأنه صورة مفصلة عن الحياة المصريين، خاصة وأن الجبرتي كان أمينا إلى أبعد حد في نقل الأخبار وتسجيل الصور عن السنوات الأخيرة من العصر المملوكي، والحملة الفرنسية، والسنوات الأولى من عصر محمد علي. كان كتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار مليئا بالوثائق الرسمية، وترجم وأصبح مرجعا لعلماء الغرب بدءا من القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر.

ليست هناك تعليقات: