الأحد، 24 أكتوبر 2010

فان جوخ


فنسنت فان جوخ (1853-1890) رسام هولندي شهير، ينتمي لجماعة ما بعد الانطباعية. والانطباعية مدرسة فنية تعني بتسجيل الانطباع المرئي المتغير للطبيعة، من خلال الانعكاسات الضوئية. ويعتقد البعض أن حياة فان جوخ القصيرة المتقلبة والمأساوية، جسدت فيه أسطورة العبقرية المجنونة. خلال حياته عرضت لوحاته في معرض قليلة، ولم تبع له سوى لوحة واحدة. والغالبية العظمى من لوحاته التي نتذكره بها أنتجها في نحو عامين ونصف العام فقط، من النشاط المحموم تتخللها نوبات من الصرع واليأس المطبق، أدت به إلى الانتحار. عندما كان فان جوخ شابا عمل لدى بائع لوحات، وعندما أظهر عداء للزبائن تم طرده. ونظرا لحبه الشديد للخير، فقد حاول أن يساعد الأسر الفقيرة التي تعمل في المناجم، لكنهم كانوا يسخرون منه. أما صداقاته فكانت تنتهي بالشجار والمناقشات الحادة والألفاظ الجارحة. وقبل عشرة أعوام من موته، قرر فان جوخ أن يصبح رساما، وفي عام 1886 لحق بأخيه ثيو في باريس، حيث قابل الرسامين الفرنسيين الرواد في المدرسة ما بعد الانطباعية مثل بيسارو الذي أقنعه باستخدام ألوان نابضة بالحياة، وكانت لوحته زهور عباد الشمس 1888، أول لوحة كاملة ورائعة بألوانه الجديدة . ثم ساءت صحته ورغب في البعد عن باريس، إذ شعر أنه عبء ثقيل على حياة أخيه، فاستأجر منزلا في إحدى الضواحي، وهناك صحبه الرسام جوجان بفترة قصيرة، كانت مليئة بالتوترات فيما بينهما، وفي تلك الفترة العصيبة بتر أذنه اليسرى خلال أول نوبة جنون يتعرض لها. وخلال مرضه تم احتجازه بعدة مستشفيات ومصحات لعلاجه، وهناك رسم عدة لوحات مثل الطقس العاصف وليلة مزدانة بالنجوم، وفي ذلك الوقت أسرع إيقاع عمله حتى وصل إلى الذروة، وإحدى لوحاته الأخيرة حقل القمح والغربان، حملت نذيرا بالحزن الدفين في داخله، ولم يلبث فان جوخ أن يئس من حياته فأطلق على نفسه النار، ومات بعد يومين بين يدي أخيه ثيو.

ليست هناك تعليقات: