السبت، 15 ديسمبر 2012

أسلحة الدمار الشامل





نتمنى جميعا أن يسود السلام العالم كله، وأن تسعى كل الدول إلى تحقيق التنمية والرفاهية لشعوبها، لكن أحيانا تنشأ نزاع الدول، بسبب خلافات سياسية أو أقتصادية او غير ذلك، فتنشب الحروب. ويستخدم في الحروب نوعان من الأسلحة:
1- أسلحة تقليدية.
2- أسلحة غير تقليدية.
الأسلحة التقليدية هي التي تعودنا رؤيتها في الأفلام السينمائية أو في المسلسلات التلفزيونية أو غير ذلك من وسائل الإعلام، مثل الدبابات والمدافع والقنابل اليدوية... إلخ. ينشأ الانفجار الاتج عن ذخيرة هذه الأسلحة التقليدية من تفاعل كيميائي سريع جدا، يجعل الطاقة المصاحبة له تنطلق محدثة التفجير.
اما الأسلحة غير التقليدية (أسلحة الدمار الشامل)، فهي اسلحة ذات قوة تدميرية هائلة وسريعة، اكبر بملايين المرات من القوة التدميرية للأسلحة التقليدية، إضافة إلى انبعاث إشعاعات قاتلة وحرارة لافحة وضغط مروع، أو تنشا عنها تاثيرات كيميائية مضرة أو تلوث بيولوجي بواسطة الجراثيم والفيروسات.
تنقسم أسلحة الدمار الشامل إلى:
1- أسلجة نووية: قنابل نووية، قنابل هيدروجيية، قنابل نيوترونية.
2- أسلحة إشعائية: قنابل قذرة.
3- أسلحة كيميائية.
4- أسلحة بيولوجية.
تتكون جميع المواد من واحد أو أكثر من حوالي تسعين نوعا مختلفا من العناصر. الذرة هي أصغر جزء من أي عنصر يمكن أن يتواججد محتفظا بخصائص العنصر. وتتكون الذرة من جزء مركزي ثقيل نسبيا هو النزاة، محاط بعدد من الجسيمات الخفيفة جدا، يطلق عليها إسم إلكترونات ذات شحات سالبة، وتتكون النواة من جسيمات البروتونات، ذات شحنة موجبة ونيوترونات متعادلة الشحنة. ما يهمنا في الموضوع القنابل النووية مادة يورانيوم 235 التي تحتوي على 143 نيوترونا و 92 بروتونا في كل نواة ذرة. وتعتبر ذرات هذه المادة غير مستقرة، مما يتسبب في حدوث تغير ملحوظ عند إضافة بعض النيوترونات للنواة، ويؤدي هذا إلى حدوث انشطار للذرة إلى ذرتين، يكون وزن كل واحدة منهما أقل من وزن الذرة الأم. النقص الذي حدث في الوزن يتحول إلى طاقة. مع حدوث الأنشطار الأول، يتم تحرير النيوترونات التي تقوم بعد ذلك بإحداث انشطارات أخرى في إطار سلسلة انفجارية تحقق التدمير الهائل المطلوب من القنبلة النووية. ويمكن أن تطلق القنابل النووية من الطائرات الحربية أو بواسطة الصواريخ الضخمة، سواء من الأرض أو السفن الحربية والغواصات، وكذلك المدفعية الصاروخية. تحدث القنابل النووية تأثير حراريا مضرا دا، وتأثيرا ضغطيا يدمر المنشآت، وتأثيرا إشعاعيا قد يؤدي إلى الوفاة. إذا كان يطلق على القنابل النووية قنابل الإنشطار النووي، فإن هناك نوعا آخر هو القنابل الهيدروجينية التي يطلق عليها قنابل الاندماج النووي، وتستخدم القنبلة الهيدروجينية نظائر مادة خفيفة هي الهيدروجين فما المقصود بالنظير؟ إن النظير أحد نوعين أو أكثر لعنصر ما، تتطابق في عدد البروتونات ولكنها تختلف في عدد النيوترونات. وتقوم فكرة القنبلة الهيدروجينية على الاندماج النووي، أي ان يندمج زوج من نوايا عنصرين خفيفين لتكوين نواة لعنصر أثقل، وينتج عن هذا الاندماج طاقة. في هذه القنبلة يتم الاندماج النووي لعنصري الديوتيريوم والتريتيوم، وهما من نظائر الهيدروجين، ونتيجة لهذا تتكون ذرة الهيليوم وينطلق نيوترون. ويحتاج الاندماج النووي إلى وجود حرارة هائلة تصل إلى ملايين الدرجات المئوية تحيط بهذه النظائر، ولكن كيف يتم توفيرها؟ كان لابد من استخدام قنبلة هيدروجينية، تزيد قوتها التدميرية عن القنبلة النووية من مائة إلى ألف مرة. تتكون القنبلة الهيدروجينية من حوالي كيلوجرام من النظير ديوتيريوم وحوالي كيلوجرام ونصف من النظير تريتيوم وينتج عن عملية الاندماج النووي انطلاق مقدار من الطاقة، يعادل ما ينتج عن انفجار عشرين مليون طن من المادة  .TNTشديدة الانفجار.
القنبلة النيوترونية عبارة عن قنبلة هيدروجينية صغيرة، إلا أن تركيبها وتأثيرها يختلف عن القنبلة الهيدروجينية، حيث أن معظم مفعول القنبلة النيوترونية يكون على شكل إشعاع نيوتروني يخترق الأجسام الحية، ويؤدي إلى قتلها في الحال. بينما لا تؤثر على المنشآت بشكل يذكر، على عكس القنبلة الهيدروجينية التي يؤدي مفعولها من حرارة وضغط إلى دمار المنشآت والكائنات الحية على حد سواء. تجمع القنبلة النيوترونية بين عمليتي الإنشطار النووي لوجود قنبلة نووية داخلها، والاندماج النووي بفعل القنبلة الهيدروجينية التي تحتويها. وعندما تنتج النيوترونات بكميات هائلة فإنها لا تبقى داخل القنبلة النيوترونية، بل تنطلق إلى الخارج على شكل إشعاع نيوتروني قاتل. ويساعد على اندفاع هذا الإشعاع الرهيب، مجموعة من أجهزة أشعة إكس على شكل مرايا معدنية توجد داخلها، وغلاف القنبلة المصنوع من معدن الكروم أو النيكل. تم اختراع القنبلة النيوترونية أساسا للقضاء على جنود العدو الذين يوجدون داخل العربات المصفحة والدبابات، التي لا تتأثر كثيرا بالقنابل الأخرى التي يصدر عنها حرارة لافحة، لأنها مصنوعة من طبقات عديدة من الصلب وألياف الكربون.  
يمكن تعريف النوع الأول من أسلحة الدمار الشامل، بأنه مصمم لنشر مادة نشطة إشعاعيا مثل مواد السيزيوم والبولونيوم والسيانور بهدف قتل عدد كبير من قوات العدو وتلويث مدن بأكملها أو حتى مناطق حساسة مثل المطارات الجوية ومحطات السكك الحديدية، ويطلق على السلاح الإشعاعي أيضا إسم القنبلة القذرة لأنها عبارة عن مواد مشعة مثل وقود المفاعلات النووية أو النفايات والمخلفات المشعة، تعبأ حول مادة متفجرة تقليدية وتنتشر بقوة الانفجار لتصبح دخانا قاتلا. تشمل الأسلحة الكيميائية مواد كيميائية، يكون لها تأثير مضر جدا لأي كائنات حية، وقد تسبب الموت كما تصيب أيضا النباتات، بالإضافة إلى تلويث المنشآت المختلفة، وكذلك الأسلحة والمعدات المستخدمة في العمليات القتالية. وغالبا ما تكون هذه المواد السامة في حالة غازية أو سائلة سريعة التبخر، ونادرا ما تكون في حالة صلبة، وتحدث تأثيرها عند استنشاقها أو تناولها عن طريق الفم أو ملامستها للعين والأنف. تطلق الأسلحة الكيميائية، إما من الفضاء أو تلقى على الأرض بواسطة طائرات على ارتفاع منخفض، أو قد توضع في ذخائر على شكل قنابل أو قذائف أو ألغام. يقصد بالأسلحة البيولوجية، استخدام الجراثيم والفيروسات لنشر الأمراض الخطيرة والفتاكة وسط القوات المعادية للتأثير على كفاءتها القتالية، وبالتالي سهولة إلحاق الهزيمة بها، وحسم نتيجة المعركة. وتعد الأسلحة البيولوجية ضمن أسلحة الدمار الشامل لقدرتها على إصابة عدد كبير من جنود العدو بالأمراض الوبائية المهلكة والسموم القاتلة، بالإضافة إلى إمكانها البقاء لفترات طويلة جدا محدثة المزيد من الأصابات، لأنها أيضا تتكاثر عن طريق الانقسام كل بضع دقائق.

ليست هناك تعليقات: