الاثنين، 1 أغسطس 2011
المسجد النبوي
إلى جهة الشمال من مكة المكرمة، وبمسافة تبعد عنها بحوالي 450 كيلو مترا تقع المدينة المنورة، تلك الواحة الصحراوية المحاطة بالجبال، التي تدور حولها الوديان، وتتخللها السهول، إنها الأرض التي اختارها الله تعالى لتكون ملجأ الرسول الكريم (ص) وملاذه عندما أمره بالهجرة إليها، كانت تعرف قبل هجرة الرسول الكريم (ص) لها بـ يثرب، اكتسبت المدينة مكانة خاصة في قلوب المسلمين عندما حمل ترابها قبر الرسول الكريم (ص)، كما بني بها أفضل المساجد على الأرض بعد المسجد الحرام وهو المسجد النبوي الشريف. تعود قصة بناء المسجد لزمن هجرة الرسول (ص) للمدينة، حيث كانت الأرض التي بني عليها عبارة عن أرض خلاء بها الكثير من النخيل، كانت مملوكة لغلامين يتيمين من الأنصار وهما سهل وسهيل، فاشتراها الرسول الكريم (ص) من الغلامين بعشرة دنانير، ثم أمر بقطع النخل وتسوية الأرض تمهيدا لبناء المسجد. استغرقت عملية البناء التي أشرف عليها الرسول (ص) بنفسه حوالي 7 أشهر، بلغت مساحته حين ذالك حوالي 47 مترا مربعا. اعتمد الرسول (ص) في بناء، على بعض الصحابة ممن يملكون الخبرة في أعمال البناء. كان المسجد عبارة عن فناء مربع متساوي الأضلاع، تحيطه أربعة جدران ارتفاع الواحد منها يبلغ 462 سنتيمترا، يتجه أحدها وهو الذي توجد به قنبلة إلى إتجاه الشمال، حيث يقع المسجد الأقصى، بينما كانت وجهة الجدار المقابل للقبلة نحو الكعبة المشرفة في الجنوب. كان للمسجد في ذلك الوقت ثلاثة أبواب وهم باب جبريل، باب النساء، وباب الرحمة، وما زالت تلك الأبواب موجودة بنفس أسمائها القديمة حتى اليوم. على الجانب الشرقي للمسجد كانت هناك مساكن لزوجات الرسول (ص)، لم تكن تلك المساكن متصلة بالمسجد بل يفصلها عنه طريق يبلغ عرضه حوالي 66 سنتيمترا. في السنة الثانية من الهجرة تم تغيير القبلة في المسجد لتكون بإتجاه المسجد الحرام بدلا عن المسجد الأقصى، بذلك تم نقلها من الجدار الشمالي إلى الجنوبي للمسجد، كما تم في نفس العام إقامة مكان مكشوف للمسجد عرف بصحن المسجد. لم يكن للمسجد في ذلك الوقت مآذن، إنما كان المؤذن يصعد على سطح أعلى منزل مجاور ليؤذن للصلاة، ظل المسجد على تلك الحالة ونفس الشكل، حتى وفاة الرسول (ص) عام 11 هجرية، تم دفن جثمان الرسول (ص) أسفل مسكن السيدة عائشة المجاور للمسجد، وعندما توفي أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب تم دفنهما أيضا بجوار الرسول (ص). مساحة المسجد الحالية عبارة عن مستطيل، طول ضلعه من الشمال للجنوب حوالي 116 مترا، عرضه 606 أمتار، يتوسطه صحن مكشوف، ينتشر على طول إمتداده 4 قباب، أكبرها قبة القبلة. كما يوجد به 24 بابا، و10 مآذن، أربعة منها أثرية تم بناؤها خلال عصور الخلافة الإسلامية، والستة الباقية شيدتها الحكومة السعودية، يتسع المسجد حاليا لأكثر من مليون مصل، كما يوجد به سلالم متحركة، سقف متحرك يعمل آليا بحيث يفتح ويغلق حسب حالة الجو، كما تغطي أرضية ساحة المسجد طبقة من الرخام البارد المقاوم للحرارة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق