الخميس، 4 أغسطس 2011
المسجد الأقصى
ارتبط اسم المسجد الأقصى بقصة إسراء الرسول الكريم (ص)، حيث كان المكان الذي صعد منه إلى السماوات العلا، يرجع السبب في تسميته بذلك الإسم إلى أنه كان بالنسبة لأهل مكة والحجاز قديما أبعد المساجد التي يمكنهم زيارتها، أطلق عليه أيضا إسم إيليا أي بيت الله المقدس، وكذلك يسمى بيت المقدس أي المكان الطاهر، كما أطلق عليه الصليبيين قديما أورشليم أي بيت الرب. يعود تاريخ بناء المسجد الأقصى إلى عام 1058 قبل الميلاد، في زمن سيدنا داوود (ع) عندما انتشر بين الناس مرض قاتل فخرج الناس إلى موضع المسجد ليطلبوا من الله النجاة، فلما استجاب الله لدعائهم شيد سيدنا داوود (ع) في نفس المكان مسجدا، أكمله من بعده إبنه سيدنا سليمان (ع)، ثم حطم الملك البابلي نبوخذ نصر عام 559 قبل الميلاد، أجزاء عديدة منه، وخيم الخراب والإهمال على المسجد لقرون عديدة. عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس عام 15 هجرية، طهرها من الحكم الروماني، ثم شرع على الفور في إعادة بناء المسجد المقدس مستخدما مواد بناء بدائية. في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، شهدت مدينة القدس نهضة عمرانية واسعة، فأعاد بناء الأسوار المحيطة بالمدينة، وأولى رعاية خاصة بالمسجد الأقصى، جدده بصورة شاملة، فأصبح مستطيل الشكل، تتألف جدرانه من صخور رخامية صغيرة، تكسو المناطق العلوية من تلك الجدران زخارف الفسيفساء، كان للمسجد الأقصى خلال العصر الأموي سبعة أبواب، سقف مائل يمنع تراكم الثلوج والأمطار عليه، في أواخر العهد الأموي تسبب زلزال قوي في تدمير الجانب الشرقي والغربي منه. وفي العهد العباسي سقطت قبته ثم تتابعت عدة هزات أرضية حطمته بصورة شبه تامة، مما دفع الخليفة العباسي المهدي إلى الأمر بإعادة بنائه. باحتلال الصليبيين للقدس عام 493 هجرية الموافق 1099م تغيرت معالم المسجد الأقصى، انتهكت حرمته، حيث حولوه لكنيسة، وضعوا على قبته صليبا كبيرا بدلا عن الهلال، بنوا حوائط جديدة فوق جدرانه الأصلية التي تحمل نقوشا قرآنية، كما استخدموا اروقته كاسطبلات لدوابهم، لذلك تعرف تلك الأروقة اليوم بإسطبلات سليمان، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي عام 583 هجرية، طهر المسجد من الصليبين، أزال حوائطهم، وضع العديد من المصاحف به. توالت عمليات إصلاح وترميم المسجد على مر عصور الخلافة الإسلامية خاصة خلال العصرين المملوكي والعثماني حيث شهد المسجد خلالهما العديد من الإصلاحات والتوسعات. يبلغ طول المسجد الأقصى الحالي من الداخل حوالي 80 مترا، عرضه 55 مترا، يمتد على مساحة اجمالية تبلغ 4500 متر مربع، يوجد به 7 أروقة أوسعها الرواق الأوسط، ترتكز أسقفه على 53 عمودا مكسوا بالرخام الملون، كما يوجد في صدر المسجد قبة خشبية مزينة بالفصوص الذهبية الملونة، والنقوش الإسلامية، كما تكسو خوذة القبة من الخارج ألواح خشبية مغطاة بالرصاص.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق