الخميس، 11 أغسطس 2011
خط النسخ
يعد خط النسخ أكثر الخطوط العربية سهولة، ويصلح لتعليم المبتدئين مبادئ القراءة والكتابة، أطلق عليه ذلك الإسم لأن الخطاطين والمؤلفين كانوا ينسخون به المصاحف، وكتب السنة، والمؤلفات الدينية، لسهولة قراءته وعدم اللبس في حروفه، كما شاع استخدامه خلال القرون الأولى للهجرة في كتابة المعاملات اليومية بين الناس، والكتابات غير الرسمية، لأنه يصلح الكتابة به على جميع أنواع الورق. ظهر هذا النوع من الخطوط في شمال سوريا خلال القرن الثاني الهجري، ثم انتقل إلى عرب الحجاز، حيث تحسنت معالمه ونال قدرا كبيرا من التجويد، ثم بلغ ذروة رونقه على يد الوزير الخطاط العباسي أبو عبدالله بن مقلة، الذي وضع لأحرف الكتابة بخط النسخ نسبا هندسية محددة، بهدف تحقيق أقصى درجات الكمال والدقة لهذا الخط. كان كل خطاط يعدل في تلك النسب إلى أن وصل الخط إلى درجة فائقة من الكمال والإتقان، وبسبب كتابته حسب تلك النسب المحددة عرف أيضا بإسم الخط المنسوب. في نهاية القرن الخامس الهجري شاع استخدام خط النسخ بصورة كبيرة، حتى غلب على استخدام الخط الكوفي في كتابة القرآن الكريم. يتميز خط النسخ بمرونته لاحتوائه على استدارات كثيرة. ويساعد خط النسخ الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكبر من خط الثلث، وذلك لصغر حروفه، وهو بوجه عام يكتب بقلم قياس عرض سنه لا يتجاوز الملليمتر الواحد، كما أنه من الخطوط التي تتطلب ضرورة وضع حركات التشكيل فوق الحروف، من ضمة وفتحة وسكون. هناك نوعان لخط النسخ الموجود والمستخدم حاليا، وهما الخط النسخي القديم الذي وصلنا من العصر العباسي بنفس مقاييسه وأبعاده القديمة. أما النوع الآخر فيطلق عليه الخط النسخي الصحفي، تتشابه فيه الحروف مع حروف الخط النسخي القديم ولكنه يتميز عنه بوضوح الحروف، وكبر حجمها، أطلق عليه ذلك الإسم لاستخدامه في مجال الصحافة بشكل واسع.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق