الخميس، 18 أغسطس 2011
يانغتسي
تاكيانج كلمة صينية تعني بالعربية النهر العظيم، وهي لقب أطلقه الصينيون على نهر يانغتسي الذي يعد أهم وأطول أنهارهم بل يعد أطول أنهار آسيا على الإطلاق، كما يعد الطريق الرئيسي في الصين حيث يجري عبر أراضيها من الشرق إلى الغرب. تتدفق مياهه لتحتل ثلث مساحة الصين وتنتقل عبره نصف تجارة الصين كلها. ينظر إليه على أنه شريان الحياة للصين فهو ليس مجرد نهر تجاري تنتقل المراكب التجارية عبره وحسب، بل يعد أيضا نهرا زراعيا تمتد مياهه لتروي ملايين المزارع المنتشرة حوله، إلى الجنوب منه تقع كل حقول الأرز في الصين، بينما تمتد جميع حقول الذرة والحبوب على الأجزاء الشمالية منه. على الرغم من أنه ليس أطول أنهار العالم ولا أقواها إلا أنه يحتل الصدارة كأهم نهر في العالم لأنه يخدم عددا كبيرا من الناس أكثر من أي نهر آخر، ويعيش في حوضه أكثر من 300 مليون نسمة. يبلغ إجمالي طول يانغتسي 5530 كم، ومن الغريب أنه يجري لنصف طوله دون أن يكون له أي نفع أو فائدة للناس حيث ينبع من أعالي شمال هضبة التيبت، فيندفع ساقطا بقوة لتتعثر مياهه في خندق عميق ضيق ذي جدران عالية تحتجز المياه المندفعة بقوة وكأنها وحش غير صالح للترويض، وفجأة يتحول النهر متجها للشمال، ثم يتعرج باتجاه الشرق حيث يتصل ببعض فروعه وروافده، ويصطدم بالجبال فيشق ممرات عميقة ضيقة وسطها ليخرج منها بصورة مختلفة عن صورته المتمردة، ويصبح على طول مجراه بعد ذلك مليئا بالحركة والحياة التي تنشرها السفن الشراعية الصغيرة والكبيرة فيه، والمدن والقرى والمزارع المشيدة على جانبيه، ويصب في نهاية الأمر في بحر شرق الصين. على الرغم من الخير الوفير الذي يجلبه النهر للصين، إلا أنه بين الحين والآخر تثور مياهه، وكنتيجة لتراكم الطمي الذي يجلبه معه عبر رحلته الطويلة من منبعه، يرتفع قاع مجرى النهر بسبب ترسب الطمي فيه فتفيض المياه وتدمر ما حولها من قرى ومدن، كان آخر ذلك الفيضان الذي حدث عام 1998. وتبذل الحكومة الصينية جهودا كبيرة ومستمرة لإقامة جسور عالية على جوانبيه لتكون بمثابة دعامات تتصدى لثورة يانغتسي في مواسم فيضانه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق