السبت، 20 أغسطس 2011
النهر الأصفر
هوانع هي أو النهر الأصفر هو ثاني أطول الأنهار الصينية، وسابع أطول الأنهار في العالم، قامت عليه الحضارة الصينية القديمة، وعاش على ضفافه أبناء الصين القدامى، الذين بنوا حضارتها، لذلك يحتل مكانة مهمة في الثقافة الصينية. من جبال تادابكهلا الواقعة في مقاطعة شنغهاي غربي الصين ينبع النهر، ليسير بعد ذلك باتجاه الشرق عابرا العديد من المقاطعات الصينية المهمة مثل سيشوان، فنسو، منغوليا، ساتشي، وساتشي ليفي، ليصب أخيرا في بحر بوهاي، قاطعا خلال تلك الرحلة مسافة تبلغ حوالي 5460 كيلومترا هي الطول الإجمالي للنهر. يصب في النهر على امتداد مجراه العديد من الروافد المهمة مثل أنهار واتسواي، جينجخه، لوهنخه، وتشينغ خه. وتبلغ مساحة منطقة حوض النهر حوالي 752 ألف كيلومتر مربع، تتسع مساحة الأراضي المزروعة في حوضه لتصل إلى 20 مليون هكتار، بينما يبلغ عدد السكان القاطنين في المنطقة التي يشملها حوضه حوالي 110 ملايين نسمة. ينقسم النهر إلى ثلاثة أجزاء رئيسية هي المجرى الأعلى، والأوسط، والأسفل، يبدأ النهر في مجراه الأعلى من منبعه إلى منطقة توكهيتو الواقعة في مقاطعة منغوليا، يتسم باستقرار جريان مياهه، وعند وصوله لمنطقة مجراه الأوسط الذي يمتد من توكهيتو حتى منطقة منجين الواقعة خه نان، يمر بهضبة التربة الصفراء، فتحمل مياهه كمية ضخمة منها، تزداد تبعا لذلك كمية الرواسب فيه بصورة كبيرة وفجائية، فيحمل عندئذ لقب النهر الأصفر، لذلك فهو يحتل المرتبة الأولى بين أنهار العالم من حيث كمية الرواسب التي يحملها، فكل متر مكعب من مياهه تحتوي على 38 كيلوجراما من الرمل والطين. عند دخول سهل شمال الصين تتباطأ سرعة تياره فجأة، فيترسب الطين والرمل في قاع النهر الذي يرتفع سنويا بصورة خطيرة، هذا بدوره جعله من أكثر الأنهار المسببة لكوارث الفيضانات، حتى أنه يطلق عليه في بعض الأحيان محنة الصين. تبذل الحكومة الصينية الكثير من الجهود الدائمة لمعالجة النهر والوقاية من فيضانه، لذلك أقامت العديد من السدود على ضفتيه، كما تم تحديد مناطق لتخزين واحتجاز مياه الفيضان في بعض الأودية، بالإضافة لإقامة مجموعة من مشاريع الري التي تلعب دورا مهما في احتجاز وتخزين مياه الري في المجرى السفلي، والاستفادة من تلك المياه في توليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب. يعيش في منطقة حوض النهر حوالي 268 نوعا منها تحت الحماية الرسمية، لأنها تعد من الطيور النادرة، كما تمثل منطقة دلتا النهر المطلة على بحر بوهاي موقعا لاستراحة وتكاثر الطيور المهاجرة من شمال شرق آسيا والمناطق المطلة على غرب المحيط الهادئ.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق