الخميس، 18 أغسطس 2011
الميسيسبي
(مي-زي-سي-بي) هو اسم قديم أطلقته قبيلة اتشيبوا، وهي إحدى قبائل الهنود الحمر التي استوطنت أمريكا قديما على نهر الميسيسبي العظيم الذي يمتد على الخريطة كشجرة هائلة، تمتد أطرافها العليا لتصل إلى كندا بينما تمتد الجذور حتى خليج المكسيك. تتوغل الفروع والأطراف الجانبية بين جبال الأبلشيان الموجودة في غرب كارولينا الشمالية لتصل حتى جبال روكي الممتدة من نيومكسيكو حتى آلاسكا، لذلك يعد الميسيسبي شبكة أنهار وليس مجرد نهر. ظلت منابع هذا النهر لغزا استعصى حله على المستكشفين حتى استطاع الرحالة هنري سكولكرافت عام 1832 الوصول إلى منبعه، كان عبارة عن بحيرة صغيرة تقع في أقصى شمال ولاية مينيسوتا، منها يبدأ النهر رحلته على شكل خور صغير بعمق 10 سم، بمجرى ضيق يستطيع أي فرد اجتيازه بوثبة واحدة، ثم لا يلبث أن يتجه شرقا ليلتقي ببحيرة سوبيريور، وهي كبرى البحيرات العظمى بكندا. ثم يدور النهر في قوس واسعة ليلتقي بعدة مساقط أو شلالات مائية كبرى. تبدأ نقطة التلاقي بينه وبين أكبر روافده، أحدهما هو نهر الميسوري الذي يلتقي به عند منطقة سانت لويس، والثاني نهر أوهيو الذي يأخذ منه الميسيسبي ثلث كمية المياه التي تلقي بها في خليج المكسيك، كما يتسع الميسيسبي عند التقائه بذلك النهر ليصل عرضه إلى الميل تقريبا ليظل بنفس تلك السعة حتى بدء الاقتراب من نهاية مجراه، فيعود ويضيق مجددا قبل أن يصب مياهه في خليج المكسيك. تمتد على طول مجرى النهر من المنبع للمصب مرتفعات تعلوها مدن نشيطة الحركة، كما تبرز وسط هذا النهر الواسع أكثر من 500 جزيرة عجز الناس عن إيجاد أسماء لها كلها فأطلقوا على البعض منها أرقاما للتعريف بها. يبلغ الطول الإجمالي للنهر حوالي 6418 كم، بينما تبلغ مساحة حوضه حوالي 3340000 كيلومتر مربع، وهو بذلك يحتل المرتبة الثالثة بين أنهار العالم من حيث طول مجراه الذي يتسم ببطء الجريان، كما أن معظم أجزائه، خاصة الجنوبية منها، تصلح للملاحة. نتيجة لضخامة ما تحمله مياه النهر من رواسب وطمي، تتوغل مياهه كل عام داخل خليج المكسيك فتدفعه إلى الأمام لما يزيد عن 250 قدما سنويا، مكونا بذلك أكبر دلتا في العالم، تشبه على الخريطة قدم إوزة كبيرة الحجم. تعرض النهر على مر التاريخ لموجات فيضان عاتية مدمرة كان أسوأها ذلك الفيضان الذي حدث عام 1927، عندما ارتفعت مياهه فوق سطحه لتغمر وتدمر 13 مليون فدان من المحاصيل الزراعية الهامة، علاوة على فقد المئات من الأرواح البشرية، وتشريد آلاف الأسر. بلغت قيمة ما أتلفه ذلك الفيضان حوالي 350 مليون دولار.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق