الجمعة، 5 أغسطس 2011
المسجد الأموي
يعد المسجد الأموي بدمشق أول نموذج لفن معماري عربي كامل، حيث كانت الفنون المعمارية السابقة عليه خليطا تمتزج فيه العمارة الفارسية والرومانية. تم بناء ذلك الأثر الإسلامي الرائع في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك عام 517م الموافق 68 هجرية، كانت الأرض التي بني عليها المسجد عبارة عن بناء لكنيسة رومانية قديمة، هدمها الوليد وشيد مكانها المسجد الذي تاثر في بنائه بعمارة وتصميم المسجد النبوي في المدينة المنورة، فأخذ عنه الحرم المسقف، والصحن المحاط بالأروقة. استغرق بناء المسجد حوالي 9 سنوات، استعان الوليد بأمهر العمال والبنائين، اللذين تم جلبهم من شتى أنحاء العالم الإسلامي، كما حرص على زخرفته بأفخر وأندر الزخارف التي تظهر روعة الفن الإسلامي، التي تمثلت في نقوش الفسيفساء، والسقف الداخلي للمسجد المغطى بالخشب المنقوش بأشكال النباتات وألوانه الزرقاء، والذهبية، والحمراء، والخضراء. يتكون الجامع من صحن كبير مستطيل الشكل، تحيطه أروقة محمولة على أعمدة مرتفعة، يوجد داخل الصحن عدة قباب مثل قبة الخزنة، وقبة الساعة، والقبة الغربية. كما يتألف الجامع من إيوان رئيسي أو حرم تعلوه قبة يطلق عليها قبة النسر، يبلغ طوله حوالي 36 مترا، وعمقه 37 مترا، يوجد داخل ذلك الإيوان أو المبنى ثلاثة صفوف من الأعمدة الموازية لجدار القبلة، يبلغ ارتفاع الواحد منها حوالي 15 مترا، كما يوجد في وسط الإيوان صف آخر من الأعمدة المتعامدة على جدار القبلة، يبلغ ارتفاع الواحد منها حوالي 23 مترا. كما يوجد للمسجد واجهة ضخمة مغطاة بنقوش الفسيفساء، حوالي 6 أبواب، أربعة مآذن في الجهة الشرقية والغربية منه، سجل ذلك المسجد أول ظهور للمآذن في عمارة المساجد في الإسلام. تبلغ المساحة الإجمالية للمسجد حوالي 92 ألفا و 261 مترا مربعا، تغطي جميع جدرانه طبقات الرخام الفاخر، ونقوش الفسيفساء الملونة المطعمة بالذهب، التي تمتد حتى سقف المسجد. يتدلى من السقف قناديل بلورية تحمل نوعا نادرا ونفسيا من الثريات الضخمة، يطلق عليها قليلة، كما يوجد له نوافذ ضوئية تضيف إلى روعة عمارة وإبداع المسجد، جمالا آخر يجعل منه آية معمارية حية ينطق بها كل ركن من أركانه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق