الجمعة، 19 أغسطس 2011
نهر النيجر
في وسط أفريقيا تقع دولة النيجر، حيث النهر المسمى بإسمها. أصل تسمية النهر غير معروف، حتى أن البعض يرجح أن دولة النيجر اشتقت إسمها من إسم نهرها، كما تذهب بعض الآراء إلى أنه يعود إلى المعنى اللاتيني لكلمة أسود نيجرو. توجد له أيضا مسميات عديدة أطلقتها القبائل التي سكنت على ضفافه مثل قبيلة المانديجو التي أطلقت عليه إسم جلبيا، إلا أن أكثر أسمائه شهرة على الإطلاق والذي لا يزال يعرف به حتى اليوم بين القبائل المحلية التي تسكن ضفافه هو إسم إيسا، الذي أطلقته عليه قبائل الجرنا التي تعد من أقدم وأكبر القبائل التي استوطنت حوله، ولا تزال ترتبط به حتى اليوم، حيث يصطادون من أعماقه الكثير من الخيرات خلال مواسم سقوط المطر. يعد النهر ثالث أطوال الأنهار الأفريقية بعد النيل، والكونغو، حيث يبلغ طوله حوالي 4100 كيلومتر، كما يحتل موقع الصدارة في قائمة الأنهار الأفريقية التي تمتلك أكبر دلتا. من حدود مالي ينبع النهر، ليسير في رحلة طويلة مارا بالعديد من الدول الأفريقية التي يضمها حوضه، وهي بنين، بوركينا فاسو، الكاميرون، مالي، النيجر، تشاد، والكوت ديفوار، لينتهي به الحال أخيرا فيصب في خليج غينيا وإلى الجنوب من مدينة ساي النيجيرية يفقد النهر اتزانه الهادئ، فتكثر فيه الأفراس النهرية والجزر الحافلة بالطيور، ثم يلتقي بحاجز تشكله سلسلة جبال تدعى أناكورا، حيث يؤلف النهر عند ذلك الموضع سلسلة تعرجات عجيبة الشكل على شكل حرف w، سرعان ما أصبح ذلك الشكل جزءا من تراث المنطقة التي يطلق عليها حاليا إسم دوبلفي، كما أطلق نفس الإسم على حديقة للحيوانات تقع في النيجر إسمها حديقة دوبلفي الوطنية للحيوان. تعيش على ضفاف النهر اليوم مجتمعات محلية لم تعرف الحضارة بعد، يعتمد أفرادها على النهر بشكل أساسي، فلا توجد وظيفة يمارسها الناس هناك، إلا وترتبط به ارتباطا وثيقا، فمنه يغتسلون، يشربون، يصطادون، يزرعون حقول الأرز، وقصب السكر التي تحفل بها الأراضي المحيطة بالنهر، كما يصنعون من طينه الأواني الفخارية التي لا يخلو بيت في النيجر منها، النيجر نهر صاف لا تحمل مياهه الكثير من الرواسب والطمي، إلا بمقدار عشر ما يحمله نهر النيل، كما تعد دلتا النهر من الأماكن الغنية بالبترول، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك يعد من أكثر الأنهار المهددة بزحف الرمال، هذا فضلا عن التلوث الذي يصيب أجزاء عديدة منه ويهدد حياة الكائنات الحية بداخله، وبالتالي يهدد حياة المجتمعات التي يعد النهر مصدر رزقها الوحيد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق