الجمعة، 19 أغسطس 2011
نهر النيل
في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا يقع نهر النيل الذي يعد أطول أنهار العالم، ويمر مجراه في تسع دول يطلق عليها دول حوض النيل، وهي: تنزانيا، كينيا، زائير، بوروندي، رواندا، أثيوبيا، أوغندا، السودان ومصر. حظي نهر النيل بمكانة خاصة لدى المصريين القدماء الذين كانوا يطلقون عليه اسم ابترعا وهي كلمة فرعونية تعني النهر العظيم، أما اسمه الحالي فقد اشتقه من نيلوس وهي كلمة إغريقية قديمة، كما كان يطلق عليه في اليونانية إسم ايجيبتوس وهي الكلمة التي اشتق منها المصطلح الإنجليزي الإسم مصر. كان لنهر النيل في حياة المصريين القدماء أهمية كبرى، فعلى ضفاف مستنقعاته نمت حشائش نبات البردي التي صنعوا منها أوراق الكتابة، كما منحهم عيدان الغاب والبوص التي كانت تنمو بشكل طبيعي على حافته فاستعملوها كأقلام، هذا فضلا عن فيضان النيل الذي ساعد على تخصيب أراضيهم بالطمي والماء الذي ينتظره الفلاحون كل عام ليروي ما زرعوه من محاصيل خلال العام، لذلك قدسوا فيضان النيل وأقاموا له طقوسا واحتفالات خاصة. ظلت منابع النيل لغزا حير العلماء لمئات السنين، فكيف لنهر أن يجري وسط صحراء محرقة ومع ذلك لا يجف ويصل للبحر ممتلئا بالمياه، وقوي الجريان؟ ظلت تلك التساؤلات تحير العلماء حتى استطاع الرحالة الإنجليزي جون هانج سبيك عام 1856م، حل اللغز عندما وجد نفسه أثناء إحدى رحلاته لأفريقيا أمام كتلتين صخريتين كبيرتين يسقط بينهما النهر على منحدر صخري ليتسع ويلتحم ببحيرة كبيرة ثم لا يلبث أن يخرج منها ليواصل رحلة جريانه باتجاه الشمال. أطلق جون على البحيرة إسم بحيرة فيكتوريا التي تعرف بهذا الإسم حاليا، وتوجد على حدود كل من أوغندا، تنزانيا، وكينيا، وتعد من أكبر البحيرات العظمى في العالم. يعبر النيل تلك البحيرة فيطلق عليه بعد خروجه منها اسم نيل فيكتوريا ويستمر في الجريان شمالا لمسافة 500 كيلومتر تقريبا ليصل إلى بحيرة ألبرت ومنها إلى جنوب السودان فيطلق عليه حينئذ نهر الجبل، وعندما يصل إلى بحر الغزال الموجود في وسط السودان، يلتحم به ليخرج منه حاملا اسم النيل الأبيض، يستمر حتى العاصمة السودانية الخرطوم، حاملا ذلك الإسم ليلتقي عندها بالنيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تانا في الهضبة الأثيوبية، فينتج عن اتحاد النيلين نهر النيل، الذي يواصل جريانه شمالا على نفس المسار المستقيم لمسافة 500 كيلومتر أخرى من الخرطوم فيلتقي بآخر روافده التي تغذيه، وهو نهر عطبرة الذي ينبع أيضا من هضبة الحبشة، ثم يواصل النهر رحلته الشمالية ليصل عند بحيرة ناصر، التي تكونت نتيجة بناء السد العالي في أسوان بجنوب مصر، ومنه يتجه لمسافة 850 كيلومترا حتى القاهرة فيكون دلتا ذات فرعين هما دمياط، ورشيد، ثم يحط رحاله أخيرا ليلقي بمياهه في البحر المتوسط. يقع نهر النيل في تلك الرحلة الطويلة مسافة تبلغ حوالي 6670 كيلومترا، هي الطول الكلي له، بينما تبلغ المساحة الإجمالية لحوض وادي النيل حوالي مليونين وتسعمائة ألف كيلومتر مربع.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق