في أقصى غرب القارة السمراء يجري نهر السنغال ، الذي يحتل مرتبة مميزة في قامة أطول الأنهار الافريقية وأشهرها . يمتد حوض النهر الذي ينبع من هضبة <فوتا جالون > في غينيا عبر أربع دول أفريقية ، وهي بالترتيب غينيـا ، مالي ، السينغال ، وموريتانيا ، تم يصب في نهاية رحلته بالقرب من مدينة سانت لويس في المحيط الأطلنتـي ، قاطها خلالها مسافة تقدر بحوالي 1790 كيلومتـرا ، وهي مقدار الطول الاجمالـي للنهـر ، بينما تبلغ مساحة حوضه حوالي 340 ألف كيلومتر مربع . تعد موريتانيا والسنغال الدولتين الأكثر اعتمادا على مياه النهر ، حيث أتـاح لهما امكانيـة زراعة محصولين في السنة ، هذا فضلا على المراعي الطبيعية التي نمت على ضفاف النهر الموجـود في كلتا الدولتين التي ساعدت على ازدهـار حرفة الرعي في هذه المناطق . يشكل النهر حدودا طبيعية بين الدولتين ، ومع ذلك لايعد حاجزا بينهما بل مثل لهما وعلى مر التاريخ نقطة التقـاء في كثير من نواحي الحياة ، فالسكان القاطنون على ضفتي النهر في كلا البلدين بنتمون لنفس الأجنـاس ، بل وأحيانا نفس العائلات التي انشطرت الى نصفين أحدهمـا موريتاني والاخر سنغالي ، هذا بالاضافة لتشابه أنماط وأساليب الانتاج بين الجماعات القاطنة ضفاف النهر ، فنجدهم يزرعون نفس المحاصيل ، ويمارسون نفس الحرف والأنشطة الاقتصاديـة ، ويعد النهر الوحيد الذي يجري في الأراضي الموريتانية . يتميز مجرى النهر بالانحدار التدريجي في المنطقة الساحلية المستوية ، فنجده يجري في مجري مائي قليل العمق ، عندما يقترب من الساحل ، كما يغديه رافدان أساسيان هما نهر بافينج ونهر باكوير ، حيث يلتقيان به عند منطقة بافلوبي في مالي ، ويواصل النهر خط سيره بعد التـقائه بهما باتجاه الشمالي الغربي الى أن يصل الى منطقة الـمصب . تقع على دلتا النهر محمية طبيعية لأكثر من مليون نوع من الطيور النادرة ، يطلق عليها محمية وجيدو الوطنية للطيور ، التي دخلت ضمن قائمـة اليونسكو ، كأبرز الأماكن الأثرية والسياحية في العالم ، كما وضعته اليونسكو أيضا عام 2000 على قائمة الأنهار المعرضة للخطر نتيجة للزيادة غير الطبيعية للنباتات المائية التي تنمو فيه ، وتطفو على سطحه ، وتعرضه للنلوث وتشوه منظــره .
الأحد، 14 أغسطس 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق