الجمعة، 12 أغسطس 2011
خط التوقيع
ظهر هذا النوع من الخطوط خلال القرن التاسع الهجري، على يد الخطاط العباسي يوسف الشجري، عندما أعجب به الفضل بن هارون وزير الخليفة المأمون، فأمر أن تكتب به الكتب السلطانية والمراسيم الرسمية، التي تصدر عن قصر الخليفة ولا تكتب إلا به، لذلك أطلق عليه قديما القلم المدور الكبير أو الخط الرياسي. استمد ذلك الخط قواعده من خطي النسخ والثلث، فأخذ رسم حروفه منهما وجمعهما في مزيج خاص يتفرد به، يطلق عليه حاليا اسم خط الإجازة، حيث تكتب به خواتيم المصاحف، الشهادات العامة، أو الوثائق التي تكون بمثابة إجازات علمية تحتاج إلى توقيعات. وهناك شهادات معينة تمنح لمن يبلغ من الخطاطين درجة إتقان وجودة هذا الخط، فيكتب المعلم أو المدرب لتلميذه إجازة تمنحه حق امتهان الخط والكتابة به، وتدريسه للطلاب، ولقد درج الخطاطون على تلك القاعدة منذ زمن بعيد حتلا الآن، رغبة منهم في الحفاظ على مستوى الرفيع الذي يتمتع به هذا الخط. من اهم قواعد هذا الخط، أن توضع على حروفه جميع علامات التشكيل دون استثناء، ويتميز بحروفه المقورة، كما تترك لكاتبه حرية الاختيار بين طمس أو فتح حروف القاف، والميم، والعين، والواو .... إلخ. يستطيع إجادته كل من يجيد خط النسخ أو الثلث، عادة ما يبدأ بالنسخ وينتهي بالثلث، تمتاز حروفه بالمرونة التامة، وكثرة الزخارف الانسيابية البديعة، كما تلزم الكتابة به التداخل المتعانق بين نهاية الكلمة وبداية الكلمة التي تليها، لذلك فهو أكثر الخطوط التي يكتب بها لفظ الجلالة، حيث تترابط به ألف لفظ الجلالة مع اللام الأولى في تناغم جميل. يكتب هذا الخط بقلم قياس عرض سنة لا يتجاوز الملليمتر الواحد، كما توجد ارتفاعات محددة وثابتة لحروف الألف، واللام، والكاف، وتلك مقاييس ثابتة وضعتها اللجنة الدولية للخط العربي، للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق