الخميس، 11 أغسطس 2011
الخط المغربي
أطلق قديما على سكان المغرب العربي إسم البربر، كانوا يتمتعون بثقافة بدائية، يجهلون القراءة والكتابة، وبعد الفتح الإسلامي لدول المغرب العربي، وكنتيجة للاحتكاك بين ثقافة العرب المسلمين والثقافة البدائية لشعب المغرب العربي، ظهر نوع جديد من الخطوط العربية، أقبل عليه البربر باهتمام، فتعلموا الكتابة من خلاله، وبرع العديد منهم في إجادته. أطلق البربر على هذا الخط عند بدء ظهوره إسم الخط القيروان، نسبة إلى مدينة القيروان التي أنشأها العرب المسلمون في تونس عام 50 هجرية، وكانت العاصمة السياسية المغرب العربي، وسرعان ما طوروه وأدخلوا عليه الكثير من التحسينات، حتى صارت لهم أبجدية خاصة تتمثل في خطهم المغربي الفريد الشكل، الذي يمكن للعين العادية غير الخبيرة تمييزه بسهولة. يتميز حرف ف في الخط المغربي، بوضع نقطة تحته، بينما يتميز حرف ق بوضع نقطة فوقه، ولا يشترط طمس أو فتح الحروف، حيث يرجع الأمر لرغبة كاتبه. بوجه عام تختلف أبجدية الحروف في المغرب العربي عن تلك الموجودة في المشرق من عدة نواح، أبرزها ترتيب الحروف، وكذلك شكل الحروف، حيث تميل لديهم الاستطالة، كما لا توجد نسب محددة أو قواعد لكتابة حروف أ،ك، والعديد من الحروف الأخرى، لذلك نجده يكتب بأي شكل وبطرق مختلفة، تبعا لذوق وميول كل خطاط، كذلك الأمر بالنسبة للزخارف التي تزيد أو تنقص بحسب رغبة كاتبها وبوجه عام لا يجيد قراءة أو كتابة هذا الخط في أغلب الأحيان إلا سكان المغرب العربي، على الرغم من خلوه من القواعد والنسب المحددة، إلا أنه يتميز بمرونة حروفه، وتناسقها في الشكل العام للمخطوطة التي تكتب به. استخدم هذا الخط بوجه خاص في المغرب في طبع العديد من المصاحف، حيث تم طبع أول مصحف بع عام 1964، ولا يزال يستخدم حتى اليوم، على نطاق واسع في جميع دول شمال أفريقيا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق