الجمعة، 3 أبريل 2009

متحف اللوفر


شعر الملك الفرنسي ( فيليب أوجست) أن باريس قد تكون عرضة للهجوم المفاجئ أثناء غيابه، فقرر بناء قلعة ضخمة على الضفة الشمالية لنهر السين في باريس عام 1190 لحماية المدينة من أي خطر مفاجئ، وأخذت القلعة اسم المكان التي شيدت عليه وهو ( لوفر). هذه القلعة التاريخية هي التي تحولت إلى متحف اللوفر، أحد أشهر المتاحف في العالم. فكرة إنشاء المتحف تعود إلى الملك الفرنسي ( فرانسوا الأول) وهو أحد ملوك فرنسا، الذي جمع 12 لوحة فنية إيطالية، لمجموعة من أهم الفنانين، وزين بها قلعة اللوفر. مع مرور الأشهر والسنوات أخذ المجموعة في الازدياد، وتابع عدد من حكام فرنسا عملية إرثراء المتحف بأعمال فنية مميزة، إلى أن وصل عددها إلى نحو 2500 قطعة وتحفة فنية عام 1715، ولكنهم احتفظوا بها لمتعتهم الخاصة، وعرضوها في البلاط الملكي. كما اتخذ بعض هؤلاء الملوك من القلعة مقرا لإقامتهم الدائمة، مثل ( فرنسوا الثاني - شارل التاسع - هنري الثالث)، وراح كل منهم يعدل في شكل قصر اللوفر وفقا لذوقه الخاص، مهملين جمع اللوحات والقطع الفنية، إلى أن قامت الثورة الفرنسية عام 1789، وتحولت قلعة اللوفر إلى متحف الجمهورية في العاشر من أغسطس عام 1793، وفتح أبوابه للجمهور الذي تمكن أخيرا من الاستماع بمشاهدة مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية الشهيرة. بعد مرور ثلاث سنوات على افتتاح متحف الجمهورية أو المتحف الفرنسي، تقرر إغلاقه لأعمال الصيانة ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى عام 1799 بإسم المتحف المركزي للفنون، ثم تغير إسمه مرة أخرى ليطلق عليه إسم متحف نابليون. كان لنابليون بونابرت دور كبير في زيادة أعداد القطع الفنية النادرة المعروضة بين جدران المتحف. كان يأخذها كنوع من أنواع الضريبة من الدول التي يستعمرها، كما اهتم بتعديل قاعاته، وركز على صيانته وأمر بنحت واجهة المتحف التي تطل على نهر السين. كان ينوي ربط المتحف بقصر ( التويلري) الذي لا يبعد عنه كثيرا ليكونا قصرا واحد، إلا أن خسارته في المعركة ( ووترلو) ودخول أعدائه إلى فرنسا واستيلاءهم على أكبر قدر من الكنوز، دفع نابليون إلى توزيع عدد من اللوحات والقطع الفنية في جميع أنحاء فرنسا وإهدائها إلى متاحف المقاطعات المختلفة وإلى الكنائس. مع تولي (شارل العاشر) حكم فرنسا أضيفت الآثار الفرعونية المصرية والتحف اليونانية إلى معروضات ومقتنيات المتحف، أما القاعة التي تضم آثار الحضارة الآشورية فقد افتتحت في عهد الملك ( لويس فيليب) الذي أخذ على عاتقه إطلاق مشروع ربط اللوفر بقصر التويلري مرة أخرى، إلا أن المشروع لم يبدأ تنفيذه إلا أيام (نابليون الثالث) واستغرق العمل فيه خمس سنوات، وبعد مضي 13 عاما على ربط القصرين ببعضهما البعض أحرق قصر التويلري ودمر معه نحو 70 ألف كتاب ومخطوطة نادرة، وكادت نيران الحرائق أن تبتلع اللوفر لولا تدخل البحارة الفرنسيين لإنقاذه. بقيت آثار الحريق ظاهرة على المتحف حتى عام 1882، حيث تم إزالة الركام المحترق ورممت قاعات المتحف المتضررة.

ليست هناك تعليقات: