الحرب والسلام

ليو تولستوي (1828-1710) كاتب وفيلسوف روسي، دعمت أعماله الأولى وهي سير ذاتية مكانته في الأوساط الأدبية، وتشمل الطفولة عام 1852، والصبا عام 1854، والشباب عام 1857. أدت به عدة رحلات إلى الغرب إلى مناقشة أسس المدنية الحديثة، وكان أسلوبه واقعيا كما كانت لديه اهتمامات بأمور متعدد سياسية وتاريخية واقتصادية ودينية، وانعكس هذا بوضوح على كتاباته الت تميزت بالنظرة الموضوعية الشاملة. لعل من أشهر رواياته الحرب والسلام التي نشرت عام 1865، وهي ملحمة نثرية عن حروب نابليون، ويبين فيها بوضوح ما في الحرب من إحباط وتمزق نفسي لأبطال الرواية، الذين يصل عددهم إلى الثلاثين. كان حريصا على تناول كل شخصية ومعالجتها على حدة، والتحديد الواضع لعلاقاتها مع الاخرين، حتى يضفي على الأحداث جوا من الواقعية، بالإضافة إلى ما تميز به من قوة السرد وتدفق الأسلوب والقدرة على إثارة العواطف والخواطر والأفكار. تدور أحداث رواية الحرب والسلام حول محاولة نابليون غزو روسيا عام 1812، وفرض سلطانه عليها، بعد أن يهزم جيوش القيصر الروسي لإسكندر الأول، وأثر هذه الحروب على فئات مختلفة في المجتمع الروسي من نبلاء وقادة وسيدات وجنود وفلاحين، وتنتهي الحرب بانسحاب نابليون من موسكو. تصور لنا رواية الحرب والسلام بإسهاب مأساة هذا الانسحاب وفظائعه وقسوته، مما يجعلنا ننفر من الحرب وويلاتها.