الأحد، 7 فبراير 2010

الآثار الباقية عن القرون الخالية


وضعه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني (963-1048م)، المؤرخ الفلكي الرياضي، الذي يعد من أشهر المؤلفين والمترجمين الإسلاميين، ولد في خوارزم بآسيا الوسطى، وزار العواصم العربية، وعاش زمنا طويلا في الهند. كان البيروني متطلعا إلى المعرفة والدراسة، وبرز في الفلك والرياضيات والتاريخ والطب، فضلا عن ذلك كان لغويا أديبا. كان من أوائل علماء المسلمين الذين اتخذوا البحث والتجربة وسيلة إلى تحصيل المعارف، وكان يميل إلى الاستقصاء في البحث والعمق معتمدا على ما ترجمه من المراجع الهندية، وما كان معروفا في عصره من علوم الرياضيات. اشتهر البيروني بأبحاثه في الجبر والهندسة والحساب المثلثات والطبيعة، ولا سيما الميكانيكا والضوء، له رسائل في الضغط السوائل وتوازنها، وله نظرية في استخراج محيط الأرض. قام بتأليف العديد من الكتب في مختلف المجالات، منها القانون المسعودي في الهيئة والنجوم والتفهيم لأوائل صناعة التنجيم والصيدلة، والجماهر في معرفة الجواهر، والمسائل الهندسية. من أهم كتبه الآثار الباقية عن القرون الخالية، وموضوعه التاريخ الفلكي التقويمي، فهو يتناول علم الفلك وحساب النجوم والتاريخ، ويبحث فيما هي السنة والشهر واليوم عند مختلف الأمم القديمة من آشوريين وبابليين، كما يعرض جداول لملوك آشور وبابل واليونان، مع بيان مدة حكم كل ملك. كتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية لايزال مرجعا هاما من مراجع التاريخ العام والتاريخ الإسلامي، وفي الوقت نفسه يقدم لنا معلومات فلكية باستخدامه الجداول ذات الرموز الفلكية، فهو موسوعة عامة في التاريخ والفلك. ويعترف علماء الغرب بأن البيروني كان من ألمع علماء عصره في الرياضيات، وأن الغربيين مدينون له بمعلوماتهم عن الهند ومآثرها في العلوم، وكذلك بتصنيف المعادن حسب خصائصها ومقياس صلابتها ومناطق وجودها والفوائد المختلفة لها.

ليست هناك تعليقات: