الأحد، 13 يونيو 2010

بصمة العين

لكل إنسان شخصية مميزة، يختلف بها عن سواه، مثل شكله وحجمه وصوته ولون عينيه وحتى رائحته. العلم الحديث وظف هذه الفروقات للتمييز بين شخص وآخر، وبشكل تكاد تنعدم فيه نسبة الخطأ. مع ازدياد الإجرام والمجرمين وتطور طرق القتل والسرقة والاغتصاب، كثف العلماء جهودهم للبحث عن وصائل أخرى تساعد القضاء الجنائي في إثبات الجريمة، توصلوا إلى بصمات الأصابع وبصمة الصوت وبصمة الرائحة. أما أحدث حقول البصمة التي اكتشفها العلماء فهي بصمة العين التي تعد أفضل الطرق الأمينة للتأكد من هوية الأشخاص، حيث أن طريقة تطبيقها هي الأسهل مقارنة بطرق الحصول على البصمات الأخرى، واذا تطلب الأمر، يمكن الحصول عليها من دون علم الشخص، فتتم قراءة بصمة عينه باستخدام كاميرا فيديو ذات دقة عالية. تؤخذ بصمة العين عن طريق النظر في عدسة الجهاز الذي يقوم بدوره بالتقاط صورة لشبكية العين، وعند الاشتباه في أي شخص يتم التأكد عن طريق الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصور المختزنة في ذاكرة الجهاز، ولا يزيد وقت هذه العملية عن ثانية ونصف ثانية، وقد وجد العلماء أنه لا يمكن لبصمتي عين شخصين أن تتشابها، فمسار الأوعية الدموية في شبكية العين يختلف من شخص لآخر، في شكلها ومكانها وفي تفرعاتها حتى بين التوائم، وتختلف أيضا في نفس الشخص، فمسار الأوعية الدموية للشبكية في العين اليمنى يختلف عن العين اليسرى، كما تختلف كل عين عن الأخرى من حيث حجمها وقوة إبصارها. فكرة استخدام رسومات حدقة العين للتعرف على الأشخاص وتمييزهم طرحت عام 1949 في كتاب جيمس دوجارت وفي عام 1987 سجلها رسميا طبيبا العيون الأمريكيان آرن سافير ولينارد فلوم وطلبا من جون دوجمان العالم الإنجليزي، والمدرس بجامعة كامبريدج إعداد دراسة، فاستخدم دوجمان الكمبيوتر وآلة تصوير تعمل بالأشعة تحت الحمراء، صور بها توزيع ألياف العين العضلية ثم عالج الصور التي حصل عليها ببرنامج الحاسوب وحول الصور إلى بيانات رقمية، ثم أجرى 30 مليون عملية مقارنة بين صفات قزحيات العيون التي صورها مترجمة إلى بيانات رقمية فلم يعثر على قزحيتين متطابقتين، وتمكن دوجمان من تسجيل ابتكاره عام 1994، وأسس العلماء الثلاثة مؤسسة آيريسكان عام 1995 للعناية بهذه التكنولوجيا الجديدة، وتفرعت منها مؤسسة التكنولوجيا الحدقية، وهي الشركة الرائدة الآن في التطوير والبحاث والتسويق الخاص بالمسح الحدقي. أفلام الخيال العلمي، كانت سباقة في لفت الانتباه إلى بصمة العين، رغم أنها ركزت على إمكانية تزويرها، باستخدام نظارة رقمية كما أظهرت أفلام جيمس بوند التي طرحت فيها الأول مرة فكرة بصمة عين الإنسان. الآن تستخدم بصمة العين للتعرف على الأشخاص، وهناك 50 عاملا تحدد شكل بصمة العين وتجعل منها بطاقة شخصية متميزة ومنفردة، حيث تؤخذ للعين الواحدة بصمة أمامية وأخرى خلفية من خلال جهاز يطلق عليه المصباح الشقي ويكبر صورتها 300 مرة عن الحجم الطبيعي، وتحدد البصمتان معا شخصية الأفراد مما يجعل تزوير بصمة العين أمرا مستحيلا. طبقت هذه التكنولوجيا في العديد من بنوك إنجلترا، واليابان وأمريكا وألمانيا عام 1997، وفي عام 2003 قامت دولة الإمارات بتبني هذه التقنية الجديدة في مطار أبو ظبي وأكثر من 34 مركزا ومنفذا حدوديا، وأصبحت الأولى على مستوى العالم التي تتبنى هذه التقنية بهذا الشكل الموسع، حيث قامت بدراسة تعرف اليوم على مستوى العالم بدراسة الإمارات العربية المتحدة لتقنية بصمة العين. قامت الدولة باتفاق مع مخترع تقنية بصمة العين البروفيسور جون دوجمان على تحليل معلومات نحو 632500 قزحية ومقارنتها مع مجموعة بنفس العدد، واستغرقت 14 يوما بواسطة أجهزة الكمبيوتر الرئيسية، كما لم يتم العثور من خلال الدراسة على أية مطابقة خاطئة بعد إجراء 200 مليار مطابقة.

ليست هناك تعليقات: