ولد موندريان في هولندا عام 1872م، وعندما أصبح في العشرين من عمره انتقل إلى العاصمة أمستردام، حيث قضى خمسة أعوام في أكاديمية الفنون الجميلة يرسم المناظر الطبيعية والصور الشخصية والزهور والثمار. وأخذ يعيد موضوعاته مرارا وتكرارا في محاولة للوصول إلى حقيقة الأشياء، وأصبح هذا الاتجاه بؤرة كل نظرياته ولوحاته المستقبلية. أعجب كثيرا بالريف وجماله، ولذلك قرر العيش فيه حيث الطبيعة البكر وبساطة وتلقائية ساكني الريف. رسم في البداية الزهور والأشجار والأشخاص والمناظر الطبيعية مع المحافظة على خصائص كل منها، وفي النهاية دمج كل هذه الأشياء في تركيب متكامل يمثل العلاقة بين الإنسان والحقيقة الموضوعية. كان مهتما بعمومية المشهد الذي يرسمه، مما دعاه إلى تبسيط وتركيز الأشكال ويقصد بالتبسيط حذف الصفحات غير الهامة من الجسم لتوضيحه بأقصى درجة. ولعل كلمة تركيز توضح المعنى بشكل أفضل، فلم يكن موندريان يتهرب من جوهر منظر معين وفي نفس الوقت لا يجعله كئيبا، إنما كان يرجع المشاهد إلى أصل الأشياء مع تبسيط وتجويد كل ما هو جوهري، والتركيز بشدة على مغزاه.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق