جواز السفر وثيقة رسمية تستخدم لتنظيم السفر بين الدول المختلفة، وقد تطور شكله ومحتوياته عبر السنين ليصل إلى الصورة التي نعرفها الآن. وهناك شروط لابد من توافرها في الجواز كي يكون صالحا للاستخدام وتعرف به الدول الأخرى. إذا قررت القيام برحلة خارج البلاد، فإن ضابط الجوازات بالمطار أو الميناء سيطلب منك إبراز جواز سفرك للاطلاع عليه، ثم يحوله لموظف آخر للكشف عليه وتسجيله بواسطة الكمبيوتر قبل أن يعيده إليه مرة أخرى ويسمح لك بالمرور، وعندما تصل إلى الدولة التي تقصدها تتكرر معك نفس الإجراءات عند عودتك على بلدك، فما هو جواز السفر؟ جواز السفر هو وثيقة رسمية تصدرها الدولة تشهد فيها بصحة البيانات التي يحتوي عليها، مثل الاسم وتاريخ الميلاد والمهنة والجنسية، كما أن إصدار جواز سفر لشخص معين يعيني موافقة الدولة من حيث المبدأ على سفره خارج البلاد. المنظمة الدولة للطيران المدني هي وكالة تابعة للأمم المتحدة، وقد أصدرت المنظمة مجموعة من المواصفات التي يجب أن تلتزم بها الدول عند إصدار جوازات السفر، ومن هذه المواصفات أن يحمل غلاف الجواز اسم الدولة التي أصدرته والرمز أو الشعار المعبر عنها ونوع الجواز ( عادي ، دبلوماسي، الخ)، أما الصفحة الأولى فتحمل اسم صاحب الجواز وصورته وبياناته الشخصية ورقما مسلسلا، وتلي ذلك صفحات فارغة لوضع الأختام الخاصة بالخروج والدخول من وإلى الدول المختلفة. ولمكافحة تزوير جوازات السفر أصدرت المنظمة مواصفات خاصة بكتابة بيانات حامل الجواز بطريقة إلكترونية تتيح للأجهزة الإلكترونية في المطارات والموانئ قراءة هذه البيانات إلكترونيا. هناك أنواع عديدة من جوازات السفر، أكثرها انتشارا الجوازات العادية التي يحملها أي مواطن، وتسمى أيضا جوازات السفر السياحية، ومنها كذلك جوازات السفر الدبلوماسية التي يحملها الدبلوماسيون مثل السفراء والقناصل، وهي تضمن لهم معاملة خاصة في منافذ السفر الأجنبية، مثل عدم تفتيش حقائبهم، كما توفر لهم سهولة الحصول على تأشيرات الدخول للدول الأجنبية. وهناك جواز السفر الجماعي الذي يصلح للسفر لمرة واحدة ويصدر لمجموعة من الأشخاص الذين ليس لهم الحق في الحصول على جواز خاص، مثل الأطفال عند قيامهم برحلة للخارج، وهناك أيضا جواز سفر عائلي، وهناك جواز السفر الطارئ أو المؤقت الذي تصدره سفارة الدولة لمواطن فقد جوازه في الخارج. رغم أن جواز السفر بوجه عام شرط لانتقال الأشخاص بين الدول، فإن هناك دولا عديدة تسمح لمواطني دول أخرى بدخولها بدون جواز سفر، وفي أغلب الأحيان تكون هناك اتفاقيات بين هذه الدول تنص على المعاملة بالمثل، ومن أمثلة ذلك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي مع بعضها البعض، ودول الاتحاد الأوروبي، وكذلك بالنسبة للمسافرين بين الولايات المتحدة وكندا برا وبحرا فقط، وبين المملكة المتحدة وجمهورية ايرلندا، وبعض دول أمريكا اللاتينية، وسوريا ولبنان، وتجمع دول شرق أفريقيا، وروسيا ومجموعة من الدول الآسيوية. من ناحية أخرى هناك دول تشترط حمل جواز السفر لانتقال مواطنيها إلى ومن مناطق معينة داخل الدولة، مثل الفلبين. عرف التاريخ أشكالا مبكرة من تصاريح السفر المكتوبة، يعود أقدمها إلى الإمبراطورية الفارسية سنة 450 قبل الميلاد، كما عرفتها دول الخلافة الإسلامية، وكذلك إنجلترا في عهد الملك هنري الخامس، ولكن استخدام جواز السفر الذي يحتوي على معلومات وافية عن المسافر وصورته الشخصية لم ينتشر إلا في العقود الأولى من القرن العشرين، وذلك لثلاثة أسباب، أولها هو سهولة السفر والانتقال عبر الدول نتيجة لانتشار استخدام القطارات، وثانيها هو نشوب الحرب العالمية الأولى، وحرص الدول المتحاربة على وضع قيود على السفر تمنع تسلل الجواسيس إليها وتمنع هجرة الكفاءات الوطنية منها، أما ثالثها فهو انتشار وتطور التصوير الضوئي.
الجمعة، 18 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق